+
مبارك و مقدس من له نصيب في القيامة الاولى هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله و المسيح و سيملكون معه الف سنة
(رؤ 20 : 6)
لكى نتمتع بروح القيامة 2
------------------------------------
جميعنا يحتاج إلى الحياة فى ظل قيامة
المسيح وما تحمله هذه القيامة فى طياتها من كنوز بركات وأمجاد وسعادة
تستطيع أن تغنى كل نفس بما يجعلها تحيا فى شبع وارتفاع وانتصار كل حين ورغم
كل الظروف .. ولكن القليل من الناس يجاهد من أجل التمتع بروح هذه
القيامة المباركة ، إذ استطاع الشرير أن يسلبنا الانشغال بهذه القيامة
والاشتياق الدائم والمتزايد لها ، ونحن المسئولون عن هذا الانشغال بفضل
محبتنا لكل ما هو بعيد عن حق الإنجيل وما يضمن لنا الوصول لملكوت الله
وشركة مجد القديسين .. وباتت الحاجة ماسه وضرورية للتفكير فى قيامة
المسيح وفى كيفية التمتع بها فى ظل حياتنا على الأرض ..
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن على بساط التأمل هو كيف لنا أن نتمتع بروح قيامة المسيح ؟
وللإجابة على ذلك أقول :
+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن تضع
أمامك أن كل ممارسة لافعال الإماتة من اجل المسيح لا تتأتى بثمارها
المطلوبه طالما كان القصد منها بعيدا عن إرادة الله وفكر المسيح وخطة الروح
لخلاصك ، وهذا يعنى أنه كثيرا ما نتعب فى الحياة طمعا فى أمجاد الحق
وليس شهادة له ، أو رغبة فى نوال مانرجوه لحياتنا لا من أجل إتمام خطة
الروح وعمله فى الحياة .. " فحين تبسطون ايديكم استر عيني عنكم و ان
كثرتم الصلاة لا اسمع ايديكم ملانة دما . اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر
افعالكم من امام عيني كفوا عن فعل الشر " (اش 1 : 15 ، )
+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن تعرف
أن اتحاد الكيان البشري بالمسيح ، كثمرة من ثمار القيامة المقدسة ، عمل
يفوق الطبيعة و الإدراك البشرى ، إذ به يتم تغير الكثير فى حياة الإنسان
بغية صيرورته إلى حال أفضل ومبارك ، وهذا ما يحتاج منك إلى افراغ ذاتك من
كل ما يعطل إمتلأئك من روح قيامة المسيح ، وهذا ما يتأتى للإنسان
بالتجرد من الآنانية وحمل الصليب والسجود لله بالروح والحق ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة ، كعمل مستمر
، خفى وظاهر فى الحياة ، لابد ان تضع أمامك أن الجهاد ليس فقط حسب
تعاليم الكنيسة وإرشاد الآباء ، بل وحسب إحتياجنا الشخصي أيضا ، وهذا
يعنى أن صراعنا مع محاولات حرماننا من قوة قيامة المسيح لا يكون فقط وقت
التوجيه والحث والإرشاد ، بل و أيضا حسب الإحتياج و الضرورة وحلول المحن
والتجارب والحروب ، وهذا ما يتماشى جنبا إلى جنب مع النية فى التغير
ورغبة الوصول إلى الهدف ..
لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن تعرف
أن الصليب هو سر كل قيامة مقدسة نرجوها لحياتنا ، فلا يمكن ان تكون هناك
قيامة بعيدا عن الصليب ، كما لا يوجد صليب إلا ومعه قيامه ، لان الله
سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ (1كو 10 : 13) ، أى مع الصليب ليس فقط موعد
نجاه وإنطلاق ، بل وقيامة دائمة مليئة بالأفراح ومغيرة للحياة حسب غنى
نعمة المسيح ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن نجاهد كل يوم من أجل التحرر من كل زنا وفساد وشر ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة يجب أن نحمل فى أرواحنا كل حين
روح المكتوب " ينبغي انه كما سلك ذاك ( المسيح ) هكذا يسلك هو ( من يرغب فى
قوة قيامته وشركة آلامه) ايضا " (1يو 2 : 6) ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة يجب أن ننظر إلى حياة الذين جاهدوا حبا فى المسيح وإكراما للمسيح وشهادة للانجيل ، ونقتدى بهم ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن تتبع المسيح ، ليس فقط وقت الفرح والسعه ، بل رغم الجلجثة والترهيب ومقاومة أجناد الشر الروحية ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن ترفض كل شركة فى الظلمة ورضا بالشر وميل نحو الفساد والباطل والردىء ..
+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن تقدم
لله كل حين كل شكر على كل تغير فى الداخل والخارج يحدث فى حياتك بفعل
تدبير الروح وخطته لخلاصك ، مستحضرا فى ذهنك كل حين كلمات الطوباوي بولس "
ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما (2كو 4 : 16) ..
+ لكى تمتع بروح القيامة يجب أن تتغير
معاملاتك مع الاخرين حتى تكون على مستوى الحق ، اى حسب فكر الإنجيل ،
وذلك يتأتى من خلال الإقتداء الدائم بالمسيح فى الحياة ...
صديقي ، لا تنسي حقيقة أنه إن لم يكن
لك نصيب فى قيامة المسيح فسوف لا يكون لك نصيب فى سعادة ومجد المسيح ،
وهذا يعنى اختيارك للعيش فى ظل التعاسة الدائمة و الأبدية ، كما لا تنسى
أن الغنى الدائم والسعادة الغامرة و السلام الحقيقي أمور لا تتأتى على
حياتنا نتيجة سلوكنا حسب أفكارنا وتدابيرنا البشرية ، بل بروح قيامة
المسيح نصل إلى الغنى الدائم والسعادة الغامرة و السلام الحقيقي . لك
القرار والمصير !!
------------------------
اذكرونى فى صلواتكم
Osama ava Kirolos