السكتة
الدماغية أو الجلطة الدماغية Stroke عبارة عن حدوث تجلط دموي يؤدي إلى
توقف جريان الدم وتغذية منطقة من مناطق الدماغ مما يؤدي إلى تلفها وتأذي
الأعصاب التي فيها، وهذه الجلطة الدموية يمكن أن تكون في احد الشرايين
الدماغية أو في احد أوردة الدماغ.
ونقص التروية الدموية يعني نقص تزويد المناطق المتأذية بحاجتها من
الأوكسجين مما ينجم عنه تلف وتضرر كبير وموت للخلايا العصبية في ذلك الجزء،
وتبين الدراسات أن نحو 14 في المائة من حالات السكتة الدماغية تحدث أثناء
النوم، ما يؤدي إلى تقليل فرص وصول المريض إلى المستشفى في الوقت المناسب
لكي يحصل على العلاج الذي ينقذ فيه الدماغ.
وحول انخفاض فرصة نجاة هؤلاء الأشخاص أوضح الدكتور جاسون ماكي من جامعة
سنسناتي والمشارك في الإشراف على دراسة طبية تم اجراؤها لمعرفة المخاطر
الحقيقية للجلطات الدماغية ( أن سبب ذلك لان العلاج الوحيد للسكتة الدماغية
يجب أن يقدم خلال ساعات قليلة من بدء الأعراض الأولى، وبالتالي فان على
الأشخاص الذين يستيقظون من نومهم وتظهر لديهم أعراض السكتة الدماغية لن
يتمكنوا من الحصول على العلاج، حيث أننا لا نستطيع تحديد متى بدأت الأعراض)
وحسب دراسة حديثة نشرت مؤخرا في مجلة علم الاعصاب ( قام الباحثون بفحص
السجلات الطبية لنحو 1854 من البالغين الذين عانوا من السكتات الدماغية
الاحتشائية خلال سنة وتم علاجها في غرف الطوارئ، وفي نحو 14 في المائة من
الحالات، يستيقظ الناس على أعراض السكتة الدماغية، وهناك 58.000 شخص يدخلون
غرف الطوارئ جراء السكتة الدماغية سنوياً، وهو ما أشار له المشاركون في
الدراسة ).
ومن بين 273 شخصاً حدثت لهم السكتة أثناء الليل وأيقظتهم استطاع 98 منهم
على الأقل الحصول على العلاج الذي يوقف تجلط الدم والمعروف باسم TPA إذا
عرف الأطباء متى بدأت السكتة الدماغية.
ويوضح الدكتور بيرون ك.لي الأستاذ المساعد ومدير معامل الفزيولوجيا
الالكترونية وعيادات جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو بقوله ( إذا بدأت
السكتة الدماغية منذ ساعات فلا توصف أدوية TPA لأنها قد تسبب النزيف الذي
يمتد ويكبر معه حجم السكتة الدماغية، وفي حالة السكتة الدماغية التي
يستيقظ عليها المريض قد يكون من المستحيل معرفة أين بدأت الأعراض، ولا تصبح
TPA خياراً مناسباً وبالتالي ستزيد فرصة تحول الخلل العصبي إلى خلل دائم
).
ويستطرد الدكتور بيرون بقوله ( إذا استيقظت وشعرت بأعراض غريبة فلا تجلس
مكانك بلا حراك انتظاراً لحدوث خلل عصبي جديد لكي يختفي في الصباح أو يمر
بسلام، بينما تكون مترنحاً بسبب السكتة، لكن يجب طلب الرعاية الطبية على
الفور، حتى لو لم يكن TPA خياراً سليماً، ففي هذه الحالة فان هناك علاجات
أخرى يمكن تقديمها للمريض في عيادات الطوارئ أو المستشفيات ).
أعراض الإصابة بالسكتة الدماغيةوضعت جمعية السكتة الدماغية الوطنية قائمة بأعراض هذه السكتة وهي:
- شلل مفاجئ او ضعف في الوجه او الأطراف خاصة في جانب واحد من الجسم.
- مشكلات مفاجئة في التوازن او المشي.
- مشكلات مفاجئة في الرؤية.
- تداخل في الحديث النطق.
- اضطراب مفاجئ او مشكلات لغوية او فهم العبارات البسيطة.
- صداع شديد مفاجئ من دون سبب ظاهر.
ويقدم لنا خبراء السكتة الدماغية طريقة بسيطة لمساعدة الناس على تشخيص
الاصابة بالسكتة الدماغية، عند اعتقادهم أن الحالة هي سكتة دماغية ويلخصون
هذه الطريقة في كلمة واحدة هي
FAST
F – الوجه – A: الذراعين – S: النطق – T: الوقت.
- الوجه: انظر هل الشخص يستطيع الابتسام, أو هل هناك جانب من جانبي الوجه متهدل.
- الذراعين: هل يستطيع الشخص رفع كلا ذراعيه, او أن هناك جانباً قد تحرك إلى أسفل.
- النطق: انظر هل الشخص قادراً على الكلام بشكل واضح أو يمكنه تكرار جملة بسيطة.
- الوقت: اتصل بالإسعاف بأسرع وقت اذا ظهرت إي من الأعراض السابقة.
وبناء عليه فان ظهور الأعراض المرضية التالية على الشخص تستدعي نقل المصاب إلى المستشفى فورا وهي:
- مشكلة في الكلام كالارتباك أو التلعثم.
- مشكلة في التحكم في جانب واحد من الوجه، الذراعين أو القدم.
- مشكلة في الرؤية بعين أو اثنتين.
- مشكلة في المشي أو حفظ التوازن.
- صداع بدون سبب
أسباب السكتة الدماغيةتتعدد أسباب الإصابة بالجلطات الدماغية لكن من أهم أسباب الإصابة بها:
ارتفاع ضغط الدم.
التدخين.
الإصابة ببعض أمراض الدم.
الإصابة بمرض السكري.
ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم.
قلة النشاط والخمول وعدم ممارسة الرياضة والنشاطات الجسدية.
السمنة.
هذا ويؤكد المتخصصون في مجال الرعاية الصحية أن عامل الوقت يلعب دورا
حاسما في إنقاذ المريض من السكتة الدماغية، ففي حال تأخر حصول الشخص المصاب
على الرعاية الصحية المناسبة قد تحدث عواقب مرضية وخيمة يصعب علاجها
مستقبلا وقد تفضي إلى موت الشخص المصاب.
اقرأ أيضا