ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكر ثلاثي مرضي.. عدوه الغذاء الصحي
تزداد في الكويت نسبة الاصابة بالثلاثي المرضي، أي ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكر، وغالبا ما ترتبط هذه الاصابة بالسمنة وأسلوب الحياة. ولأن المريض لا يشعر باعراضها قبل تفاقم الحالة، لا بد لكل من تعدى الثلاثين أن يجري كشفا دوريا، فالوقاية خير من العلاج.
تكمن مشكلة ارتفاع ضغط الدم في كونه مرضا صامتا، لا يكتشف من أعراضه المبكرة. فغالبا ما يكون الشخص مصابا به لسنوات طويلة قبل ان تكتشف الحالة نتيجة لحدوث مضاعفات على القلب أو الأوعية الدموية. فهو مرض يهدد صحة القلب والأوعية الدموية بخاصة، ما يجعل الاطباء يشددون على ضرورة علاجه والسيطرة عليه. لاكتشاف المرض مبكرا وبالتالي السيطرة عليه قبل ان يتفاقم، ينصح بأن يطلب الشخص فحص ضغط الدم في كل مرة يزور فيها المركز الصحي (المستوصف)، خاصة لو تعدى عمره الثلاثين أو كان مصابا بأمراض أخرى مثل ارتفاع سكر الدم والكوليسترول الضار والسمنة.
وبشكل عام، يعتمد علاجه على عدة نقاط، وهي: تخفيض الوزن ولو عدة كيلوغرامات، وتعديل نظام التغذية ليتضمن معدلا منخفضا من الصوديوم ومرتفعا من المغذيات وبخاصة البوتاسيوم مع اخذ العلاج العقاقيري. الثلاثي المرضي يرتبط بالسمنة توجد علاقة صداقة حميمة بين ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول الضار وداء السكر.
وأوضحت مريم الحمد، اختصاصية التغذية العلاجية في مستشفى الأميري، قائلة: - غالبا ما يرافق الثلاثي المرضي الشخص الذي يعاني السمنة مما يضاعف من خطر إصابته بتصلب وضيق الشرايين واعتلال القلب والجلطات المميتة وأمراض أخرى، أي ان ارتفاع وزن الشخص عن الوزن الصحي وما يترتب عليه من تكدس الدهون في الجسم، خاصة حول البطن، يعتبر أهم عامل خطر للإصابة بالثلاثي المرضي.
ومن هنا تتضح أهمية فقدان الوزن الزائد واتخاذ أسلوب حياة صحيا يتضمنه نظام غذائي غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية مع الحرص على الحركة والرياضة. التعامل مع المرض إذا اكتشف الشخص إصابته بارتفاع ضغط الدم، فهنا يجب عليه: - اخذ العلاج المناسب له بحسب خطة المعالج.
- الإكثار من شرب الماء بين الوجبات وطوال الوقت.
- ممارسة رياضة خفيفة (كالمشي) من نصف ساعة إلى ساعة 4 مرات أسبوعيا. ويمكن تجزئتها لتكون نصف ساعة صباحا وأخرى مساء.
- اتباع نظام غذائي صحي خال من الصوديوم (الملح) وغني بالفيتامينات (بخاصة مجموعة ب والاوميغا) والاطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الخضار الورقية والموز ومنتجات الألبان.
- لضغط الدم ارتباط وثيق بالحالة النفسية، لذا يجب محاولة تفادي القلق والتوتر والضغوطات النفسية. ومن المفيد ممارسة رياضات التأمل وتفريغ الطاقة السلبية والاسترخاء.
- تفادي، أو تقليل، تناول الأطعمة الدهنية كالمقليات، نتيجة ارتباط ارتفاع ضغط الدم بارتفاع نسبة الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول المفيد. كما يجب تناول الأغذية الصحية الغنية بالكوليسترول الحميد كالسمك والمكسرات وبذرة الكتان.
- تفادي إضافة الملح أثناء الطبخ وعدم وضعه على طاولة الطعام حتى لا يسهل على المرء إضافته لاحقا. واستبداله بوضع توابل متنوعة على الطاولة مثل الفلفل الأسود والليمون والخل والخردل وغيرها. تخفيض الوزن يرافقه انخفاض الضغط وأكدت الحمد ان تخفيض الوزن يسبب بشكل مباشر تخفيف حالة ارتفاع ضغط الدم وعلاجها.
وقالت:
- ثبت بما لا يدعو إلى الشك بأن فقدان عدة كيلوغرامات من الوزن يرافقه تحسن في معدل ضغط الدم. لذا ينصح من يعاني زيادة في الوزن بتخفيضه، ولو كانت الزيادة بسيطة. ويلحظ الأثر واضحا مع فقدان %10 من الوزن، فمثلا يجب ان يهدف من وزنه 80 بفقدان 8 كلغ ليلاحظ تحسنا كبيرا في معدل ضغط الدم.
الوجبات الخفيفة تقلل الوزن يفضل توزيع الطعام على عدة وجبات خلال اليوم لتفادي إتخام المعدة واعطاء الجسم الفرصة لهضم الطعام وتصريف الكمية الفائضة من الأملاح. كما إن ذلك يعود الجهاز الهضمي على النشاط ويسرع من الهضم. لذا يفضل تناول وجبة الإفطار على وجبتين لتتبعها وجبة خفيفة بعدها بساعتين إلى 3 ساعات مثل الفواكه والعصير أو شاي الأعشاب.
كما يسهم تقسيم الوجبات بهذه الطريقة في تقليل الشعور بالجوع في اليوم الثاني. ينصح مرضى الضغط بتفادي الآتي:
- المشروبات الكافينية خاصة لو كانوا يعانون من أمراض القلب أو تصلب الشرايين واستبدالها بأنواع أخرى من شاي الأعشاب كالشاي الأخضر المفيد جدا للصحة.
- المخللات (الأجار).
- المعلبات.
- الوجبات السريعة.
- خلاصات الأطعمة المصنعة (كالماجي) والمساحيق المنكهة.
- صلصات السلطة الجاهزة وصلصة الكاتشاب. - الشوربة المجففة.
- رقائق البطاطا المقلية (الشيبس).
- جبن الحلوم والاجبان المالحة الأخرى، لكن يمكن وضعها في ماء لمدة من الزمن لضمان خروج معظم ما تحتويه من الأملاح قبل تناولها. عادات مهمة هناك عادات مهمة عند تناول الطعام، منها:
- تنويع ما يحتويه الطبق ليشمل مقدارا وفيرا من السلطة، فهي غنية بالمواد الغذائية بالإضافةإلى الألياف التي تعطي إحساسا بالامتلاء، بما يسبب تقليل كمية باقي الطعام.
- تجنب التوابل والمخللات فهي تسبب فتح الشهية وعسر الهضم وتلبك الأمعاء وارتفاع ضغط الدم.
- تناول الطعام ببطء والتلذذ بطعمه، فالجهاز العصبي يستقبل أول إشارة لوجود الطعام بالمعدة بعد مرور 20 دقيقة من تناولها.
- امضغ الطعام جيدا وامزجه مع اللعاب جيدا لتسهيل عملية الهضم.
- لا تقطع الطعام دفعة واحدة، بل تناول لقمة واحدة تلو الأخرى، حتى تتوقف لمدة ثوان عديدة بين كل لقمة وأخرى.
- بعد الانتهاء من تناول الطبق، يجب القيام من طاولة الطعام أو ابعاد الطبق حتى لا يغري الطبق الفارغ صاحبه على تناول طعام أكثر. التدخين وضغط الدم من المثبت ان التدخين يسهم في رفع ضغط الدم نتيجة لتأثيره على عدة عوامل:
- يحدث تغيرات في جدران الأوعية الدموية ويزيد من ترسب الدهون والكلس مما يسبب تصلبها وارتفاع ضغط الدم.
- يسبب الجفاف ورفع تركيز الأملاح في الجسم.
- يسبب إفراز الجسم لمواد وهرمونات ترفع من ضرر ارتفاع ضغط الدم.
- يحتوي على مادة النيكوتين التي تشبه الكافيين في تأثيرها المنشط والمنبه لعمل القلب والأوعية الدموية (بيد أن التدخين يحمل أضعاف مخاطر نيكوتين القهوة)، مما يفسر ارتفاع ضغط الدم المؤقت الذي يصاحب التدخين.
كمية الملح التي يحتاجها الجسم ينصح الشخص السليم بأن لا تتعدى كمية الصوديوم التي يتناولها يوميا الملعقة الصغيرة.
وبحسب منظمات الصحة، فأقصى حد مسموح له هو 6 غرامات من الملح يوميا، بينما تقل هذه النسبة إلى النصف في حالة الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم.
وهي كمية يحصل عليها الشخص بشكل طبيعي من الأغذية بلا إضافة الملح لها.
وللتذكير فالمقصود بالملح هو مادة الصوديوم كلوريد.
علاقة الأملاح بضغط الدم للتغذية علاقة كبيرة بصحة ووظيفة الأوعية الدموية وبالتالي بضغط الدم عامة.
فتعتمد آلية الأعصاب التي تتحكم في الأوعية الدموية على معدلات الصوديوم والبوتاسيوم في الخلية.
لذا يمكن القول بأن المعادن (أو الأملاح) التي نتناولها في الغذاء هي المسؤولة عن تنظيم حركة الدم في الأوعية الدموية والقلب، وبالتالي تنظيم ضغط الدم.
ومن المعروف ان ارتفاع نسبة الصوديوم في الجسم يرافقها انخفاض في نسبة البوتاسيوم، والعكس في حالة ارتفاع نسبة البوتاسيوم. والمشكلة ان زيادة نسبة الصوديوم في الجسم تسبب احتباس السوائل وتقليل كمية البول، وبالتالي مشاكل في الكلى والرئة والقلب. لذا، فعند حدوث الارتفاع ينصح بتقليل كمية الصوديوم من خلال الإكثار من شرب الماء حتى يخرج مع البول.
فيما يسهم تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم في ثبات واتزان نبضات القلب وضغط الدم أيضا.
تفادوا المعلبة والمثلجة والمجهزة ترتفع نسبة الأملاح الضارة في الأطعمة المخزنة بطريقة التعليب، لذا ينصح بعدم تناول المعلبات نهائيا واستبدالها بالأطعمة الطازجة. أيضا الأطعمة الجاهزة، كالمجمدة أو التي تعد على شكل مسحوق يتم خلطه مع الماء أو الحليب أو السائل، تحتوي على نسبة مرتفعة جدا من الأملاح والدهون الضارة. وإذا اضطر الأمر، من الأفضل اختيار الخضروات المجمدة فهي تحتوي على ملح بنسبة اقل من المعلبة.
المصدر