نيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها و قويسنا
المشوره .. والطاعه بقلم نيافة الانبا / مكسيموس أسقف بنما وقويسنا
المشورة .... والطاعة
يحكى لنا الكتاب المقدس عن رجل أخذ مشورة المشيرين ولم بعمل بها وكانت النتيجه سيئة للغايه ....
هذا الرجل يدعى
" رحبعام " وهو أبن سليمان الحكيم الذى أصبح ملكاً بعده .
ولما كان حديث السن وقليل الخبرة ذهب ليأخذ مشورة الشيوخ
- وحسناً فعل - فأشاروا عليه بأن يحب شعبه وبخدمهم بأمانة فيصيرون له عبيداً كل الايام (1مل 7: 12 ) ....
وهذه مشورة
تصلح لأن يأخذ بها كل رب اسرة وكل خادم فى كرم الرب .
أما رحبعام فلم يقتنع بل ذهب ليأخذ مشورة اصدقائه الأحداث ....
وهذا الأمر فى غاية الخطورة وكثيرون يسقطون فى هذا الخطأ الجسيم ،
ويستشيرون أصقائهم الذين يقاربونهم فى السنوفى الخبرات فيسيئون بذلك إلى أنفسهم ويقعون فى مشاكل عديده .
وهذا بالفعل ما حدث معه ....
رحبعام الملك إذ أشار عليه أصدقائه بأن يستعمل القسوة والعنف ويُرهب شعبه ويقول لهم :
" أبى أدبكم
بالسياط .... وانا أؤدبكم بالعقارب " (1مل 11:11) ،
وكانت النتيجه أن انقسمت المملكة فى عهده الى اسرائيل ويهوذا بسبب
حماقته وتركة مشورة الشيوخ وسعيه وراء مشورة الاحداث .
لذلك عزيزى الشاب ....
أذا أردت أن تستشير فيجب أن تطيع ....
إما أن تستشير ولا تطيع فهذا أمر جطير وعليك أن تتحمل
النتائج الوخيمه .
فإذا تملكت عليك الحيرة بشأن أمر ما
لا تعرف كيف تتصرف فيه ....
قــــــف
للصلاه بأيمان وقل لله :
" يارب سأذهب
لأسمع صوتك على لسان أبونا فلان "
وتذهب بأيمان لتقص الموضوع علـــــى
الأب الكاهن بمنتهى الصدق والامـــانه
حينئذ تأكد أن ما تسمعه من الكاهن هو صوت الله لك
على شرط أن تذهب بإيمان شديد متسلحاً بالصلاة لانه حسب إيمانك يكون لك ( مت 22 : 21) .
الحكمه تنجى بقلم/نيافة الانبا مكسيموس اسقف بنما وقويسنا
ان احكمه تنجى الانسان من فخاخ الشيطان ....
لانها تقوده فى الطريق الوسطى بلا جنوح اليمين والى الشمال .
وهناك صلاه يصليها الكاهن فى تحليل نصف الليل تقول :
" نجنا ياسيدى من التجارب الرديئه والاشراك المنصوبه المرئيه وغير المرئيه " .
واشراك تعنى "فخاخ " تلك التى يضعها ابليس فى طريق الانسان محاولا ان يقتنصه بضربات يمينيه او شماليه ....
وينقذه منها الحكمه والافراز .
وهناك قصه شهيره فى بستان الرهبان ....
تحكى ان الانبا كان جالسا وسط تلاميذه فسألهم :
" يا اولادى ....
اى فضيله اقدر على حفظ الانسان من فخاخ العدو " ؟ ....
فأجابا لأول انها الصلاه ....
فهى التى تسيج حول الانسان ....
وتحفظه مثلما حفظت القديسه يوستينا فلم يستطع الشيطان ان يقترب اليها " ....
واجاب ثان " اعتقد انه التواضع مثلما حكيت لنا يا ابى كيف انك كنت تسهر فى الصحراء ....
فرأيت مئات الفخاخ التى ينصبها الشيطان للانسان ....
" فقلت يارب من يخلص ؟" ....
فسمعت صوتا من السماء يقول المتضعون بالحقيقه " ....
اذا فالاتضاع هو الذى يحفظ الانسان فلا يسقط "....
بينما قال ثالث " انها المحبه لان الكتاب المقدس يقول :
" المحبه لا تسقط ابدا " .
اما الأنبا فظل يستمع صامتا الى كل هذا واخيرا قال :
" يا اولادى لقد رأينا كواكب سقطت لانهم لم يستعملوا الحكمه !!!!.
ويقصد بالكواكب " القديسين
اللذين وصلوا الى رتبة روحيه
لكنهم بالرغم من ذلك سقطوا
لانهم لم يسلكوا بالحكمه ....
لذلك يقول الكتاب " انظروا الى
نهاية سيرتهم " ( عب 7:13 ) .
لا بداية سيرتهم .. لان كثيرين
بدأوا بدايه قويه لكن لغياب
الحكمه هلكوا .
اهمية الحكمه بقلم الانبا / مكسيموس اسقف بنما وقويسنا
الحكمه لها اهميه بالغه فى الحياه الروحيه
فكثيرا ما كتب عنها الاباء الاولون ويسمونه " الافراز" ....
والافراز يعنى ان يستطيع الانسان ان يميز بحكمه ما بين الامور المتقاربه ....
والحكمه امر مهم جدا لاننا فى حياتنا الروحيه نواجه خطرين اساسين هما :-
الجنوح الى اليمين:-
وهو المغالاه فى الفضيله ....
لانك فى بداية جهادك تكون لك حراره روحيه تجعلك تريد الارتقاء بسرعه ....
لكن يلزمك اب اعتراف حكيم يرشدك الى الاعتدال وعدم المغالاه ....
لان المغالاه يسمونها " ضربه يمينيه " ....
وهى من حروب الشيطان .
الجنوح الى اليسار:-
وهو ما يسمونه الامبالاه والاهمال الروحى ...
ويسمونه " ضربه شماليه وهى فى غاية الخطوره ايضا ....
والاثنان سؤديان الى الهلاك .
وقد ارك اباؤنا الاولون اهمية الحكمه وشبهوها بالقائد وسط الجنود ....
فأحيانا نجد جنودا شجعان ومسلحين تسليحا جيدا لكنهم- لغياب القائد المدبر- يقعون فريسة الهزيمه ....
كذلك الشخص الذى يقتنى فضائل عديده ولكن تنقصه الحكمه
فقد يهلك او يضيع لغياب الحكمه التى ترشده فى طريقه الروحى فيتعرض لضربات يمينيه او شماليه .
فعدو الخير له حيل كثيره جدا ....
فأذا وجد انسانا معتادا على الصوم يأتى له من ناحية اليمين ويقول زد فى صومك
فينخدع الانسان ويزيد من ساعات صومه الانقطاعى مخالفا ارشاد ابيه الروحى ....
وهذه المغالاه هى ضربه يمينيه قد تقوده الى الكبرياء .
اما ان وجد عدو الخير انسانا يسلك عن الطريق الروحى فأنه يأتى اليه من ناحية الشمال ....
فيزيده اهمالا ولامبالاه وهذه ضربه شماليه مهلكه .
فمن يستطيع ان ينجو من فخاخ
الشيطان هذه الا بالحكمه والافراز
لا تخف من تجارب إبليس ..
فالشيطان لا يستطيع أن ينصب فخاخه في الطريق ..
لأن الطريق .. هو المسيح .. الذي هو ..
الطريق ..
والحق ..
والحياة ..
لكن الشيطان ينصب فخاخه على جانبي الطريق ..
القديس أغسطينوس
موضوع: أقوال نيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها و قويسنا 
