فى التدرج الروحي

فى التدرج الروحي
---------------------

إيها الأخوة، أنا لست أحسب نفسى أنى قد أدركت. ولكنى أفعل شيئاً واحداً، إذ أنا أنسى ما وراء، وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض…

(فى12:3-14)

الحياة الروحية هى حياة بذل مستمر ونشاط دائم من أجل الإمتلاء من روح الله " لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله" ( أف19:3 ) .. ، بيد أن هذا الإمتلاء ، بل كل ثمر مقدس فى الحياة ، لا يمكن أن تحظى به حياة الإنسان بعيدا عن التدرج ، الذى هو سر من أسرار النجاح و الوصول لكل ما يرجوه الإنسان لحياته فى ظل الكمال والنعمة وتبعية المسيح ..

ولاحظ معى صديقي ما يلى :

+ كثيرون ظنوا أن الوصول إلى مستوى القديسين وأبطال الإيمان من الممكن ان يتأتى لهم فى لحظة أو بممارسة سلوك روحي مقدس مرة فى الحياة ، ولم يضعوا أمامهم أن كل أبطال الإيمان والقديسين لم يبلغوا ما بلغوه من درجات فى الكمال إلا بالتدرج ، اى قضاء أيام طويلة فى التغصب والتعود والمثابرة والعيش على رجاء الوصول إلى قامة ملء المسيح..

+ التدرج الروحي هو عمل حلو وبسيط لكل الذين وضعوا فى قلوبهم الحياة من أجل المسيح ، وهو عمل لا قيمة له فى نظر الرافضين للنور والحياة فى ظل الحق وطاعة الانجيل ..

+ التدرج الروحي لا يلغى أهمية النشاط ودوره فى النجاح والانتصار والتقدم ، بل لابد من المصاحبة الدائمة للنشاط فى رحلة التدرج ، وهذا ما يكفل الوصول إلى ما بعد التدرج من بركات وأهداف وثمار ...

+ التدرج الروحي إن لم يصل به الإنسان للمستوى المرغوب فهذا لا يمنع من التصريح بافضليته على السقوط الدائم والانحراف المتزايد والشيخوخة الروحية ...

+ التدرج فى الحياة الروحية هو سر من اسرار الانتصار ، كما ان الانتصار لا يتأتى للذين يقفزون فى الطريق الروحي بغية الوصول المبكر لما يرجونه لحياتهم ومسستقبلهم ..

+ التدرج الروحي هو حرمان النفس قليلا قليلا من الرفاهية والتنعم و التعب حسب الاستطاعة من أجل السير قدما فى طريق الملكوت و الالتقاء بالله ..

+ التدرج الروحي لا يخدم فقط نهاية السيرة وإنما كل مشوار الحياة ، كما انه لا يخدم فقط فى الوصول إلى الانتصار بل وفى الخروج من دائر الفشل والسقوط والانحراف ...

+ التدرج الروحي هو لغة الذين يسعون للوصول إلى الكمال والقداسة و قامة ملء المسيح ..

+ التدرج الروحي هو طريق صالح ونافع للكل و يناسب الجميع ، فهو يناسب المبتدئين فى تبعية المسيح كما يناسب الذين نموا فى الفضيلة ومعرفة المسيح ..

+ التدرج الروحي يأتى فى إطار التغصب ، والتغصب والتدرج يسبقان كل انتصار ومجد وامتلاء من الفضيلة ..

+ التدرج هو الطريق نحو الارتقاء والنمو والتجديد ، كما انه الوسيلة التى لا غنى عنها فى التخلص من خبرات الماضى الآثيم ..

+ التدرج الروحي هو مفتاح التغير ، والتغير لا يمكن أن يتحقق الا بالتدرج ..

+ التدرج الروحي ذبيحة مقبولة لدى الله ، لانها علامة على الاشتياق لملكوت الله وبره ..

+ التدرج الروحي وإن كلف الإنسان السير فى الطريق الكرب والدخول من الباب الضيق ، إلا أن النهاية هى التفوق والتمييز واللوصول إلى قامة ملء المسيح ..

+ التدرج الروحي هو علامة الاستعداد لإكرام الرب والحياة حسب الإنجيل ، هو دليل الاشتياق للحياة فى ظل النور والحق وحرية مجد اولاد الله ..

+ التدرج الروحي لابد أن يكون مصحوبا بالإنسحاق والمثابرة والرجاء ، وبدون ذلك سوف لا يساعدنا التدرج على الوصول إلى ما نرجوه ونسعى إليه ..

+ التدرج الروحي هو وليد الشعور بأهمية الفضيلة والحياة حسب الإنجيل ، بل هو وليد الإيمان بما فى الحياة الروحية من حق وأهمية وبركات ..

+ التدرج الروحي هو الطريق اللازم للحياة فى ظل الانتصار والفرح والسعادة ، كما انه طريق شرطي لإقتناء أى فضيلة ..

+ التدرج الروحي فى إقتناء الفضيلة هو شرط الوصول إليها ..

+ التدرج الروحي لا يحمل فى طياته معنى الاتضاع بقدر ما يحمل كل معانى اللزومية والاقتران بالمصير الابدي والاكليل ..

+ التدرج الروحي لا تعطله الحرية والوصول إلى مستوى أفضل فى الكمال والإيمان ، بل هو سلوك مقدس لا ينقطع ، فضلا عن انه لابد أن يكون فى إطار الاستمرارية والفرح والرجاء والمثابرة ..

صديقي ، من الجهل أن نرفض التدرج فى الحياة الروحية ونظن ان بلوغ كل مرام وطموح يتأتى فى لحظة من الزمان أو دون حاجة للتدرج ، ومن الحكمة أن نتدرج فى كل ما يجعلنا اهلا لرضا الرب واستحقاق ميراث الفردوس ، ومن ظن ان بمقدوره الوصول إلى فرح الانتصار دون السير فى طريق التدرج فهو مخدوع من آبليس . لك القرار والمصير !!

------------------------
اذكرونى فى صلواتكم