" التوبة والاعتراف " للأب أنتوني/ما هي الخطية

تقديم المؤلِّف

الاعتـراف هو أحد أسرار الكنيسة الهامَّة,
ورغم ذلك فهو مِن الأسرار المُهمَلة,
وهذا الكتاب يُقدِّم لنا إرشادًا تحفيزيًّا عمليًّا للنمو المسيحي في عصرنا.

الاستعداد للاعتـراف
هناك فِعل تقدُمة يُمارَس في كل سرٍّ من أسرار الكنيسة؛
ففي سرِّ التناول نُقدِّم الخبـز وعصير الكرمة؛
وفي سرِّ المعموديَّة وسرِّ الميرون وسرِّ الكهنوت يُقدَّم شخصٌ مُعيَّنٌ؛
وفي سرِّ الزيجة تُقدَّم العلاقة التي تنامَت بين شخصين؛
وفي سرِّ مسحة المرضى يُقدَّم المريض والمعاناة البشريَّة؛
وفي سرِّ المصالحة, ا
لذي هو سرُّ الاعتـراف,
نحن نُقدِّم خطايانا الشخصيَّة.

ما عسانا أن نقول ونحن واقفون أمام أيقونة السيِّد المسيح وهو على الصليب والكاهن بجوارنا؟
وما هي الخطايا التي علينا أن نعتـرف بها؟
أيُّ تقدمة تلك التي نُقدِّمها؟
وربَّما يكون التساؤل الأكثر أهميَّة هو: ”كيف يمكننا أن نكتشف ما الذي يجب أن نقوله؟“
هذه هي الأسئلة التي يدور حولها هذا الكتاب, والتي سنحاول الإجابة عليها لنفعنا.



ما هي الخطيَّة؟

(1) الخطيَّة ليست هي مجرَّد كَسْر الوصايا العشر:

كثيرًا ما نعتقد أن الاعتـراف هو تقديم :”قائمة“ بالطرق التي كسرنا بها الوصايا العشر كما لو كانت: ”قائمة مُشتـريات“. هذا الأسلوب غالبًا ما يقودنا إلى الارتباك,
فأنا لم أسطُ على أي بنك كما لم أقتل أي إنسان,
وأنا مُخلِص تجاه شريكة حياتي,
وكم قاومتُ إغراءات عبادة الأوثان وتقديم أولادي ذبائح لها.
لماذا يُصمِّم الكاهن إذًا على أنَّني خاطئ؟ ولماذا تُصمِّم الكنيسة على ذهابي للاعتـراف بينما لم أعمل شيئًا يستدعي ذلك؟
الحقيقة المُؤلمة هي أنَّه من الممكن أن تحفظ كل الوصايا,
ومع ذلك تظل في الخطيَّة.

نحن نسمع في أثناء الصوم الكبير إنجيل الفرِّيسي والعشَّار,
كان الفرِّيسي يحفظ الوصايا وما يـزيد عنها,
وكان يُصلِّي قائلاً: «اللهم أنا أشكرك أنِّي لستُ مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة, ولا مثل هذا العشَّار. أصوم مرَّتين في الأسبوع, وأُعشِّر كل ما أقتنيه» (لو18: 11و12),
ومع ذلك يقول يسوع عن ذاك الفرِّيسي إنَّه لم يتبرَّر!

ولكن الأمر الأكثر رعبًا هو الكلمات التي قالها يسوع في الموعظة على الجبل: «ليس كل مَن يقول لي: يا رب, يا رب, يدخل ملكوت السموات,
بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب, يا رب,
أليس باسمك تنبَّأنا, وباسمك أخرجنا شياطين, وباسمك صنعنا قوَّات كثيرة؟
فحينئذ أُصرِّح لهم: إنِّي لم أعرفكم قط! اذهبوا عنِّي يا فاعلي الإثم!» (مت7: 21-23)
يكتب القدِّيس بولس: «لأنَّه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبـرَّر أمامه, لأنَّ بالناموس معرفة الخطيَّة» (رو3: 20).
الوصايا تكشف لنا أنَّ الخطيَّة موجودة في العالم كما هي موجودة في حياتنا.

" التوبة والاعتراف "
للأب أنتوني

شكرا لك

شكرا لك

ربنا موجود

كلة للخير

مسيرها تنتهى

تقبل مرورى وتسلم ايدكم على تعبكم

شكرا قووووووى على محبتكم وموضوعتكم الجميلة