الأنبا ميخائيل.. عميد الأساقفة الأرثوذكس وأسد الصعيد

الأنبا ميخائيل.. عميد الأساقفة الأرثوذكس وأسد الصعيد
القاهرة في 23 نوفمبر /


فارق نيافة الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط، الحياة، في الساعة الرابعة من عصر اليوم الأحد، داخل مستشفى رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط، عن عمر يناهز الـ 93 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
وكان الأنبا ميخائيل يُعاني عدة أمراض، وتعرض لوعكات صحية متكررة خلال الآونة الأخيرة، وسافر للخارج؛ لتلقي العلاج أكثر من مرة، ونظرا لتكرار أزماته الصحية، كلف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا يؤانس، أسقف عام الخدمات؛ ليكون مساعدا لرعايه مطرانية أسيوط.
والأنبا ميخائيل من مواليد 1921 بقرية "الرحمانية"، في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا (صعيد مصر)، وقد ترهبن بدير الأنبا مقار، وعمره أقل من عشرين سنة باسم "متياس المقاري"، في 19 فبراير عام 1939، ونال نعمة الكهنوت في 17 نوفمبر 1939.
ورُسم مطرانا على يد البابا يوساب الثاني، يوم 25 أغسطس 1946، بعد واقعة خلاف شهيرة بينه وبين رئيس الدير، بدأت بطرده من الدير، وانتهت برسامته مطرانا لأسيوط في ذات يوم قرار طرده، وقد واجه نيافته معارضة شديدة من باشاوات أسيوط وقتها؛ لصغر سنه، وكان أصغر مطارنة الكنيسة آنذاك، وهو أكبر مطارنة الكنيسة حاليا، ويُلقب بـ"عميد أساقفة الصعيد"، وكذا يلقبه الأقباط بـ"أسد الصعيد".
سنة 1956، اتفق أعضاء المجمع المقدس، والمجلس الملي العام، على تعيينه ضمن لجنة أسقفية للقيام بأعمال البابا يوساب بعد عزله، وكان معه أصحاب النيافة الأنبا أغابيوس، مطران ديروط والأنبا بنيامين مطران المنوفية.
عهد إليه البابا كيرلس السادس مسؤولية بَعْث الحياة الرهبانية في دير القديس أنبا مقار، وتجديد وتوسيع مبانيه؛ فتم إرسال القمص متى المسكين للدير بعد مشاكل في 9 مايو 1969، وظل نيافته رئيسا لدير "أبو مقار" حتى مارس 2006.
واجه الأنبا ميخائيل بشجاعة الإرهاب فى أسيوط من السبعينات وحتى تسعينات القرن الماضي، فيما حاول الرئيس الراحل محمد أنور السادات تشويه صورته أمام الشعب القبطي، بعد اعتقال البابا شنودة؛ وذلك بنشر إشاعات مفادها أن الأنبا ميخائيل يسعى لرئاسة الكنيسة القبطية.
واعتذر الأنبا ميخائيل عن قبول منصب القامقام البطريركي بعد نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث في 17 مارس 2012؛ وذلك لِكِبَر سنه، وكان أكبر المطارنة سنا بعده هو نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، والمدن الخمس الغربية.
عاصر الأنبا ميخائيل منذ مولده سبعة بطاركة جلسوا علي الكرسي المرقسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهم: البابا كيرلس الخامس البطريرك 112، والبابا يوأنس التاسع عشر البطريرك 113، والبابا مكاريوس الثالث البطريرك 114، والبابا يوساب الثاني البطريرك 115، والبابا كيرلس السادس البطريرك 116، والبابا شنودة الثالث البطريرك 117، والبابا تواضروس الثاني البطريرك 811.