السيرة العطرة للمتنيح الأنبا أغريغوريوس
أسقف البحث العلمى
ولد الأنبا غريغوريوس باسم وهيب عطاالله جرجس في 1919/10/13
وتربي وكبر في عصر كان في أشد الحاجة إليه, فما أن
حصل علي الثانوية العامة إلا ودخل الكلية الإكليريكية
عام 1936 وكان بالإكليريكية عدد محدود من الأساتذة علي
رأسهم الأستاذ حبيب جرجس, أحبه وتعلم منه وتتلمذ علي
يديه, ولكن طموحاته كانت أكبر من إمكانات معلمه, فتتلمذ
علي الكتب والمراجع الدينية, وقبل أن يتخرج من
الإكليريكية عام 1939 بتقدير ممتاز, سجل وهيب عطاالله
ملاحظاته في كشكولين: في الكشكول الأول العيوب والمساوئ
الموجودة في الطلبة نتيجة عدم التدقيق في القبول
والنقائص الموجودة في الكلية الإكليريكية من جميع النواحي
العلمية والدراسية والإشرافية مع كيفية العلاج, أما في
الكشكول الآخر فسجل في 77 صفحة لائحة للكلية الإكليريكية
تشمل قبول الطلبة وصفاتهم والقسم الداخلي والإشراف عليه
والمناهج الدراسية والجداول والخريجين والبعثات والمدرسين
ومؤهلاتهم والإدارة وواجباتها... إلخ.
قدم وهيب عطاالله الكشكولين للأستاذ حبيب جرجس الذي أحس
بموهبته وسعة علمه, وجديته ومثاليته ونبوغه المبكر, ورأي
فيه المعين له وأنه في حاجة إلي جهده وعرقه, فعينه
معيدا بالكلية في عام 1944, بعد حصوله علي ليسانس
الفلسفة من كلية الآداب جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا
في نفس العام ثم التحق بمعهد الآثار بجامعة فؤاد الأول
وحصل علي ماجستير في الآثار المصرية واللغات القديمة
بمرتبة الامتياز عام 1952, وكان قد عين وكيلا للكلية
الإكليريكية عام 1951, ثم حصل علي الدكتوراه من جامعة
مانشيستر بإنجلترا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولي
في 1955/7/7 وكان في ذلك النابغة والمتقدم علي أقرانه.
قبل أن يصل سنه الثلاثين عاما كان قد ألف مراجع وكتب
للمواد التي تدرس في الكلية الإكليريكية حوالي 47 مذكرة
في اللاهوت العقيدي واللاهوت الأدبي واللاهوت المقارن
واللاهوت الطقسي والفلسفة, وملأت كتاباته جميع المجلات
الدينية والعلمية واشتهر وهيب وأخذ مكانته في المؤتمرات
العالمية, وارتفع اسمه في الشرق والغرب وصار هو الأستاذ
بلا منازع.
رهبنتة
ترهب وهيب عطاالله بالدير المحرق عام 1962 باسم القمص
باخوم المحرقي ورسم أسقفا باسم الأنبا غريغوريوس في
1967/5/10 وكان متحدثا عن البابا كيرلس السادس لفترة طويلة
وهو أول من جدد وكتب تقليد الأساقفة, وكانت له
اقتراحاته العديدة في الإصلاحات الكنسية.
أما أسقفية البحث العلمي
فكانت له طموحاته الكبيرة فيها, وحدد أهدافها من خلال
التقليد في 7 نقاط وتدور جميعها حول مراجعة الكتب
الكنسية والمخطوطات وتنقيحها وكتابتها بأسلوب عربي سليم
مطابق للأصول اليونانية والقبطية, ونشر تراثنا القبطي في
كافة الميادين باللغات العربية والأجنبية, وترجمة كتبنا
الكنسية القديمة والحديثة إلي اللغات الحية, وإعادة ترجمة
كتب آباء الكنيسة الأوائل المعتبرين أعمدة, وتجميع
القوانين الكنسية وتبويبها وإعادة ترجمتها من اللغات
الأصلية.
هذا الإنتاج العظيم لا يقل عن ستين كتابا, أما كم
المقالات والموضوعات المكتوبة فلا حصر لها, حاولنا أن
نجمع كل كتاباته في موسوعة باسمه فأخرجنا بنعمة الله
حتي الآن 23 جزءا من الموسوعة وأمامنا ما لا يقل عن 15
جزءا آخرا.
وأخيرا أصيب نيافته بجلطة في المخ في أواخر عام 1994
وتنيح بسلام في 2002/10/24. بركة صلواته تكون مع جميعنا
آمين.
جريدة وطنى بتاريخ 19/10/2008م السنة 50 العدد 2243 عن خبر بعنوان [
الأنبا غريغوريوس...في ذكراه] ابنك الإكليريكي منير عطية
شحاتة
في ذكراك العطرة يا سيدي لا نعيش يوما في العام,ولكن
نعيش في ذكراك طوال العام,كل يوم من أيام السنة لا
يمر إلا في ذكراك,نذكر ميلادك المعجزي ونجاتك في
ميلادك من اختناق محقق,نذكر طفولتك وصباك وأنت شغوف
للذهاب إلي الكنيسة,ومداومتك عليها حافظا لكلمة الله
متزودا من الأسرار المقدسة نذكر شبابك. الغض قارئا بل
باحثا في كل ميادين العلوم الدينية والأدبية والعلمية
والطبية فلم تترك ميدانا إلا وخضت فيه,وكنت نهما إلي
الشبع والاستزادة منه,صقلت فكرك وذهنك بالإلهيات,فكتبت
في جميع المجالات والموضوعات التي لا يستطيع أن يقترب
منها أقرانك,درست الإكليريكية إلي جانب الفلسفة بآداب
القاهرة ومعهد الآثار فتم تعيينك معيدا بالإكليريكية,ثم
حصلت علي شهادة الدكتوراه من جامعة مانشيستر ببريطانيا
فكتبت لا يقل عن أربعين كتابا يدرس بالإكليريكية في
مواد اللاهوت المقارن والعقيدي والأدبي والطقسي إلي جانب
الدراسات الفلسفية. نذكرك عالما يشار إليك بالبنان,عضوا
في مجمع اللغة العربية,وفي المجالس القومية المتخصصة في
شعبتي الثقافة,والتراث الحضاري والآثاري,وفي منظمة تضامن
الشعوب الأفريقية والأسيوية,وفي لجان إعداد الدستور الدائم
لجمهورية مصر العربية,هذا إلي جانب رئاستك لجنة
المحادثات الكنسية الرومانية الكاثوليكية والكنائس القبطية
الشرقية القديمة,إلي جانب عضويتك في عدد لا يحصي من
المجالس واللجان الخاصة بالعقيدة,مشتركا في جميع المؤتمرات
والمباحثات اللاهوتية كواحد من أعظم علماء اللاهوت في
الشرق والغرب.
نذكرك في تقواك وروحانيتك وخشوعك النابع من إحساسك بمخافة
الله. نذكرك في قداساتك ودموعك التي كنت تذرفها أثناء
صلواتك,لا تحس بمن حولك وليس للزمن وجود في أثناء
وقوفك أمام الله. نذكر فيك عفافك وطهارتك,قدمت حياتك
محرقة لسيدك,لم نراك يوما تنطق بكلمة نابية أو تسلك
سلوكا رديا,ولم يلفظ فمك ولو بمزحة خفيفة,وكما كنت
عفيف النفس والجسد كنت عفيف اليد,فلم تمد يدك
لأحد,حتي الذين كانوا يريدون أن يعطوك كنت ترفض أن
تأخذ منهم,فعشت كريما في عيني نفسك وعيون الآخرين,لذلك
كانت خدماتك للفقير قبل الغني. نذكرك ونذكر رفضك للمديح
قاطعا الطريق علي المتزلفين والمتملقين,وعندما نسألك سبب
الرفض تقول: أخاف علي أبديتهم. نذكرك في محبتك وقلبك
الواسع الذي يتسع لكل أحد,فما من أحد لجأ إليك إلا
وخرج مستريحا ومعه زاده الروحي الذي يكفيه شهورا.
نذكرك في تواضعك الجم رغم عظم علمك ومكانتك,تنزل درجات
السلم لتسمع امرأة فقيرة كبيرة السن لترحمها من صعود
السلم وراءك. نذكرك ونذكر سماحتك ووجهك البشوش الذي يخفف
من وقع مهابتك علي من يراك فيتقدم إليك بدالة البنوة.
نذكر فيك تسامحك ومسامحتك للآخرين عندما يعودون إليك
آسفين أو معتذرين ولا تعود تذكر ما حدث منهم.
نذكر فيك عطاءك ومحبتك للمحتاجين الذين تعرفهم والذين لا
تعرفهم,تعطي كل ما عندك رغم فقرك وعوزك,وفي الخفاء
وبدون أن يحس أحد تفتح بيوتا لكثيرين من الأبناء ومن
الآباء.
نذكرك فنذكر الله الذي فيك,الذي ملأك من صفاته التي
تذكرنا بالله,فلا يمكن أن ننساك حتي لا ننسي
الله,نذكرك فنرجو أن تذكرنا في صلواتك وأنت في الأخدار
السمائية أمام الجالس علي العرش.
جريدة وطنى 21/12/2008م السنة 50 العدد 2452 [الإكليريكية الأم... والأنبا غريغوريوس]
طالعتنا جريدة وطني في عددها الصادر بتاريخ 7ديسمبر بمقال
للأب الموقر القمص روفائيل سامي بعنوان الإكليريكية الأم
بين التاريخ والتطوير.
وذكر فيما ذكر, أن التاريخ يسطر لنا سطورا من ذهب
معلنا عن جوقة جميلة من الخدام العلمانيين تعهدوا برفع
رايتها بعد كيرلس الخامس, أمثال الأستاذ يوسف منقريوس
والأرشيدياكون حبيب جرجس,... ونسي الكاتب أن يذكر الدكتور
وهيب عطاالله (المتنيح الأنبا غريغوريوس) تلميذ الأستاذ
حبيب جرجس والذي حمل الراية من بعده لمدة ستة وعشرين
عاما حتي تمت رسامة نيافة الأنبا شنودة أسقفا للتعليم
(قداسة البابا شنودة الثالث) واستمر الأنبا غريغوريوس
وكيلا لأسقفية التعليم فترة كبيرة من الوقت,
وقال عنه قداسة البابا
كانت الإكليريكية جزءا من حياته, حيث بدأ بالتدريس بها
موادا جديدة وألف لهذه المواد مناهج وكتبا حوالي ستين
كتابا في اللاهوت الأدبي, اللاهوت العقيدي, اللاهوت
المقارن, واللاهوت الطقسي, وله كتب في الفلسفة بكل
أنواعها: الفلسفة الشرقية, الغربية, اليهودية, الوجودية,
والاشتراكية, وكتب كتبا عن فلاسفة المدرسة الإكليريكية مثل
أثيناغوراس, بنتينوس, وأوريجينوس, ومن فلاسفة الغرب
أغسطينوس.
أيضا فيها كتب عن رابطة خريجي الكلية الإكليريكية أغفل
القمص روفائيل سامي ذكر مؤسسها وراعيها الدكتور وهيب
جورجي الذي كان أستاذ العهد القديم في الكلية
الإكليريكية واستمر رئيس مجلس إدارة رابطة خريجي الكلية
الإكليريكية منذ يوم تأسيسها عام 1976 حتي نياحته في عام
.2001