لماذ ينتهى الحب

عالم النفس الشهيرابراهام ماسلو رتب الحاجات الانسانيه ترتيبا تصاعديا
فيجب علي الانسان ان يحقق بالترتيب
اولا حاجاته الجسديه ( اكل وشرب ونوم....)
ثانيا الاحساس بالامان
ثالثا الحب والانتماء
رابعا الاحترام
خامسا تحقيق الذات

نلاحظ هنا ان الحب جاء فى المرتبة الثالثه ويقول د. ماسلو انه يجب ان يحقق الإنسان حاجاته الجسديه والأمان كي يكون قادرا على الحب والإنتماء
ولو تأملنا هذه النظرية فإن سؤالا يطرح نفسه هنا: الشاب المقبل على الزواج هل استطاع ان يحقق النقطتين بشكل تام ؟ لو تأملنا حياة المقبل على الزواج سنجد خللا فى النقطة الثانية تحديدا لانه لا يوجد شاب عادي في مصر يشعر بالأمان بشكل كامل فالأسعار تتزايد ومشكلة السكن مشكلة حقيقية ويكفى النظر لسعر اي شقة ومقارنته بدخل اي شاب فى مصر لمعرفة ان الشعور بالأمان مختل بمعني الأمان المادي والوظيفى واطمئنان الشاب لقدرته على الإنفاق على أسرته وتوفير ابسط حاجاته الخاصة نحن نتكلم عن مجرد السكن!!!
لو تأملنا ايضا نظرية الإدارى ستيفن كوفى فى كتابه الشهير " العادات السبع للناس الأكثر فعاليه" سنجد انه يطرح تصورا منطقيا جدا هل يمكن لشخص لم يشبع حاجاته الخاصة ان تكون له القدرة على العطاء؟
تحقيق الذات هو درجه عالية من درجات النمو العقلى لو لم يستطع الانسان ان يحقق ذاته لن يستطيع ان يساعد الاخرين لتحقيق ذواتهم لا يمكن للمرء ان يعطى دون ان يمتلك

السبب الثانى هو الدوبامين!
هل كيمياء الحب تختلف عن كيمياء الزواج؟؟

علميا هذا صحيح
ففى مراحل الحب الأولى تزداد نسبة مواد منها الدوبامين والذي يلعب دورا فى الانجذاب العاطفى اما العلاقات طويلة الأمد فالدوبامين ليس كافيا لاستمرار الحب .. فهو الذي يعطي الأنجذاب لكن ليس ذلك ضمانا لاستمرار العلاقة.
اما فى الزواج فالموضوع يختلف ففى دراسة مثيرة بجامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو وجدوا ان الازواج الذين يتميزون بعلاقة زوجية طيبة لوحظ ارتفاع نسبة هرمون الاوكسيتوسين فى اجسادهم ... انها مادة مختلفه تماما عن الدوبامين!!!
ما الذي يعنيه هذا ؟!!
يعني بساطة ان كيمياء الحب (بأشواقه ولوعته) تختلف تماما عن كيميا الزواج (العلاقات المستمرة طويلة الأمد)
هذا الكلام اهم مما نتخيل فنظرة البعض للزواج خاطئة من الأساس .. فالبعض يبني فكرة الزواج على الإنجذاب العاطفى فقط على اعتبار انه الحب وهو ما تأكده كل الأغاني العاطفية والدراما بشكل متكرر وحين يكبر الشاب وفى ذهنه هذه الفكرة عن الزواج سيكتشف ان مادة الدوبامين ستنتهى سريعا وتزول نشوة الحب ولابد من الاكسيتوسين كي تتحمل العلاقات طويلة الامد وتجده يقول لم اكن اعتقد ان الموضوع سيصل الى هذا الحد : مبقتش طااااااااااااااااااااااايق.........!!!

السبب الثالث وهو فهمنا لمراحل الحب
يبدو ان المشكلة الحقيقية تكمن فى فهمنا لكلمة الحب هه اذا لم يكن الحب هو (اللوعة والشوق والوله)

فما هو الحب اذن؟؟؟
لو تأملنا اي علاقة مثالية سنجد انها تمر بثلاث مراحل
المرحلة الأولى: الإنبهار
انها مرحة الدوبامين .. فى هذه المرحلة تكون القصة فى بدايتها لم يلبث سهم الكيوبيد ان ينغرس فى القلبين البريئين
وتتميز هذذه المرحلة بالتالى: ترى الشخص الذى تحبه وكأنه كامل ولا نقص فيه ظريف وخفيف الظل وتكون سعيدا وانت معه تشعر انه مختلف عن كل من قابلتهم فى حياتك باختصار ستشعر انه (كامل) هذه المرحلة هي التى انتجت كل قصائد الحب والأغاني فى التاريخ الإنسانى وهي المرحلة الوحيده التى ترتكز عليها وسائل الإعلام والدراما الرومانسية لانها - كما نعلم جميعا - اروع ما في العلاقات الإنسانيه
المرحلة الثانية: الإكتشاف
هي مرحلة ان يتعرف كل منهما على الأخر وبمرور الوقت ستكتشف ان هذا الشخص الذى تحبه ليس كاملا كما كنت تظن هناك عيوب هنا وهناك وأشياء لم تكن تعرفها بل اشياء تضايقك فعلا!!
هل هذا طبيعى؟!!
الإجابة طبيعى جداااااا وحين تجد ان هذا يحدث فى علاقتك الجادة فاعلم انك تسير فى الطريق الصحيح فى هذه المرحلة تختفى الصورة المزيفة التى كنت تراها فى مرحلة الانبهار .. سترى الشخص علي طبيعته وفى هذا الوقت يمكنك ان تقرر...
المرحلة الثالثة: مرحلة التعايش
وهى مرحلة الاكسيتوسين ...!!! فى هذه المرحلة يصل الطرفان الى معرفة كامله بعيوب بعضهما البعض يعرفون ما هي العيوب ويتكيفون معاه ويستطيعون التعايش معها .. هذه المرحلة هى أصعب مرحلة فى العلاقات لانها تتضمن وسيلتكما لحل الخلافات التى تنشب - حتما - بينكما وكيفية تعامل كل منكما مع عيوب الاخر
هذه المرحلة ان تجاوزها الطرفان بنجاح تعني اقصى درجات الحب التى من الممكن ان تصل اليها العلاقة
هل تعرف لماذا؟؟؟
الحب فى مرحلة الانبهار طبيعى لانك لا ترى عيوبا لكن وصولك الى مرحلة التعايش فهذا يعني انك عرفت شخصا وادركت عيوبه وظللت مصرا على الحياه معه رغم كل شئ

هذه هو الحب

العلاقة الناجحه هي العلاقة التى تحافظ على اتزانها فى جميع هذه المراحل بعد ان تصل لمرحلة التعايش لا بأس ان نستحث مرحلة الأنبهار من حين لأخر نزور ذات الاماكن التي كنا فها فى بدايه تعارفنا ... كلمة رقيقة ... لمسة حانية... هدية بسيطة معبرة
هذه هي العلاقة المثالية .. وليست مرحلة الإنبهار فقط كما توهمك الدراما ويقع فى هذا الشرك ملايين الناس حين يجدون ان علاقتهم قد نضجت اخيرا وانتقلت الى المرحلة الثانية ويعتبرون ها فشلا لان مشاعرهم قد تغيرت دون ان يفهموالسبب ويكون هذا سببا فى افساد علاقة رائعه
هذا هو الحب الحقيقي

شكرااااااا على الموضوووع

ميرسى

موضوع جميل