خاص صوت المسيحى الحر
بقلم : القس أيمن لويس حنا
أنا كافر .. ولى الفخر !!
المسيحى كافر . هذا هو أخر كلام أتفق علية أجماع المسلمون من
كبيرهم ألى صغيرهم ومن أكبر مؤسسة اسلامية إلى أخر تنظيم أسلامى عشوائى
بداية من شيخ الازهر مروراً بالمفتى حتى شيوخ الزوايا . ويستغرب شيوخ
الاسلام على شاشات التلفزيون المصرى بفضئياتة مستعجبين !! لماذا يغضب
المسيحيون من هذا النعت ؟ ولماذا يصرخون متوجعين فى وسائل الاعلام مهرولين
فى محاولة لتبراءة أنفسهم من هذا الوصف ؟ وحتى أريحهم أقول .. نعم أنا
مسيحى كافر ولى كل الفخر ، وبكل مجاهرة سأظل كافراً ! وسوف أجاهر فى كل
مكان أن يسوع المسيح هو الرب ، هو الله الظاهر فى الجسد ، الذى مات على
الصليب وقام فى اليوم الثالث كما فى الكتب ، لفدائى من الخطية والنجاسة ،
هذا الصليب الذى يستفز مشاعر المسلمون كما قال سليم العوا والشيخ محمود
عاشور وكيل الازهر السابق فخرجت الغوغاء تهدم وتحرق الكنائس والقباب ، صدق
قول الكتاب المقدس "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، وأما عندنا نحن
المخلصين فهى قوة الله"1كو18:1 . أعفيك يا شيخ الازهر من عبء شرح كلمة كافر
، التى أجهت نفسك فى توضيحها لنا ، فنحن نفهمها جيدا قولاً وفعلاً ، كما
لا أحتاج ان أجهد نفسى بالرجوع للمعاجم اللغوية للبحث والتفتيش عن أصل
ومعنى الكلمة لعلى أجد مخرجاً لتبرئة أمتى من الفضيحه ، يكفنى أننى لم
أجدها فى أى لغة أخرى غير اللغة العربية التى أنطقها كرها وليس عشقاً ،
أضطراراً فرضتها الظروف ، لغة خشنة غليظة لاتعرف الادب ولا التحضر ، فشلت
أن تكون لغة علم وتحديد للمعانى ، فكلمة كفر هى أكتشاف العرب بكل فخر الذى
به سوف تقود الامة الاسلامية الحضارة الانسانية لعصر ما بعد الحداثه.
يا قوم أقول لكم لماذا غضب المسيحيون من كلمة كافر ، لآنهم يفهمون
أن الكافر هو من لم يؤمن بوجود الله أصلاً ؟ أننا نرى أن الكفر كلمة كبيرة
وكريهة ، لا نريد أن نفهمها ألا فى أطارها الواسع ، أما أنتم معشر
المسلمين فلا تريدوا أن تفهموها إلا فى أطارها الضيق والذى يضيق حتى نقطة
الاختناق ، فاليهود كفرة والمسيحيون كفرة واللبراليين كفرة والعلمانيين
كفرة واللادينيون كفرة وأجدادنا الفراعنة كفرة والبهائيون كفرة والشيعة
كفرة والقرآنيين كفرة والاخوان يكفرون السلفيين والسلفيين يكفرون الصوفيين
ويهدمون اضرحتهم ، كلة يكفر كلة !!!!!! هل هذا هو التفسير التطبيقى للحديث
القائل "إن أمتى ستفترق بعدى على ثلاث وسبعون فرقة ، فرقة منها ناجية ،
وأثنتان وسبعون فى النار " أخرجة أبن داود والترمزى وأبن ماجة ؟ فإن كان كل
هذا التكفير داخل ذات ألامة ، فلاغرابة فيما يتوعد الاخرين .
نعم غضب المسيحيون لأنه ليس فى ثقافتهم تكفير الاخر ، فعقدتنا
الكافرة علمتنا "لا تدينو لكى لا تدانو ، من أنت الذى تدين عبد غيرك ؟ هو
لمولاه يثبت أو يسقط . وأما أنت ، فلماذا تدين أخاك ؟ أو أنت أيضاً ، لماذا
تزدرى بأخاك ؟ لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسى المسيح" . من هذا فهم
المسيحيون أن تمسكهم وأفتخارهم بأيمانهم وعبادتهم لا يعطيهم الحق فى تكفير
الاخر أوالاعتداء أوالاذدراء أو التطاول علية قولاً أو فعلاً ، وأنه على
المسيحى ان يهتم فيما يخصه دون التدخل فى شأن الاخر ، فقد قال المسيح لا
تخرج كلمة ردية من أفواهكم ومن قال لأخية يا أحمق يستوجب الحكم !! هذا هو
ديننا وهذه هى أخلاقنا أن كان هذا كفراً فأنا أفتخر بكفرى يا أهل الايمان!!
.
افتخر أننى كافر يؤمن بالله الواحد مثلث الاقانيم الاب والابن
والروح القدس ، هذة العقيدة التى لم تكفر من سبقها ولم تشكك فى كتبهم ولم
تختلق قصص لأنبيائهم غير ما ذكر ولم تنسخ وحيهم ، بل علمهم مسيحهم "قائلاً
ما جئت لأنقص الناموس والانبياء ، بل لكى أكمل" . فإن كان هذا كفراً فأنا
راسخ بكفرى لأله لا يغير أقولة ولا يتناقض أنبييائه .
أفتخر أننى كافر أأمن بيسوع المسيح الذى لم يلعن أحداً ولم يكذب
قط ولم ينشغل بغزوات أو فتوحات او سبايا أو غنائم ولم يطمع فى أمرأة قريبه
أو يشتهى نجاسة فلم يسمح بأغتصاب الاطفال أو مفاخدة الصغار والتمتع بهم ،
ولم يآمر بالقتل قط حتى لمن صلبوه ، ولم يحرض على فعل شر ، حيث لم ينخثه
الشيطان ، بل القداسة منهجه والعفة طريقه والنزاهه شعاره وفى قدوتة مسلكى .
أفتخر بأننى مسيحى كافر يؤمن بالتبنى ، قمة السمو والتسامى ، سد
الحرمان وستر العار حب العطاء وعطاء الحب وحصاد الحب ، حب الخير للجميع
وعمل الخير للجميع وصنع السلام مع الجميع ، "هكذا قال الرب : أجروا حقاً
وعدلاً ، وأنقذوا المغصوب من يد الظالم ، والغريب واليتيم والارملة . لا
تضهدوا ولا تظلموا ، ولا تسفكوا دماً زكياً "أرميا3:22 "أخبرك أيها الانسان
ما هو صالح ،وماذا يطلبة منك الرب ، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة ، وتسلك
متواضعاً مع الهك"ميخا8:6 "هكذا قال رب الجنود قائلاً: أقضوا قضاء الحق ،
وإعملوا إحساناً ورحمة ، كل إنسان مع أخيه. ولا تظلموا الارملة ولا اليتيم
ولا الغريب ولا الفقير ، ولا يفكر أحداً منكم شراً على أخيه فى
قلبكم"زكريا9:7-10 "هذه هى شريعة كفرى يا من أحتكرتم الايمان ،لا تمييز ولا
تفيرق بين مسيحى وأممى عبد وحر ذكر وأنثى .
أفتخر أننى كافر ، وفى أفتخارى بكفرى لا تكفينى كلمات أو صفحات .
ارفع رأسك يا كل مسيحى قبطى ، وأفتخر بكتاب كفرك وصليب كفرك ، الذى صنع منك
أنساناً صانعا للحضارات الراقية ونورا للبشرية وليس عالة عليها ، أفتخر
بوحيك لأنه لم يأمرك يوماً ، "قتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزيهم وينصركم
عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين" . هنيئاً للمؤمنين أيمانهم .
أقول لكم ، لماذا غضب المسيحيين عندما نعتهم شيوخ الاسلام
بالكافرين ، رغم علمهم أنهم لكتابهم طائعون ، فهذا هو القران "لقد كفر
الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم"(المائدة 17) ؟!!
لأنهم علموا أن فى الامر شىء ، ولأنهم يعلمون أن حكم الكافر
أذلاله وقتله ، وان أعلانهم هو تحريض بالقتل . وقد كان ، فهتف رجال الجيش
فى ماسبيروا وهم يضربون المسيحيين "ياكفرة ياولاد الكلب" . فقد أطاعوا أولى
الامر ، وإن اطاعوا هؤلاء فبالاولى طاعة الله"إذ يوحى ربك إلى الملائكه
أنى معكم فثبتوا الذين امنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق
الاعناق واضربوا منهم كل بنان"(الانفال12) ، يبقى السؤال .. من الجانى ؟!! .
يامسيحيون لا تنتظروا نتائج تحقيقات أو محاكمات ، فمن يحكم لمن ؟
!! وبأى شريعة يكون القضاء؟!! دعونا نعكف للصلاة ، ننتظر قضاء الهنا الذى
"يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالاستقامة"مز9:119. مشفق عليك يامصر من غضب
رب عادل رحيم ، يشهد التاريخ والوحى أن كل من تطاول عليك وعلى شعبك ، حلت
عليه التأديبات ، ضربات فرعون الظالم المتعجرف . مشفق عليك يابلدى من جهل
الجهلاء وتجبر الكافرين الظالمين ، لانه سوف يزداد فقرك فقراً ، وجوعك
جوعاً ، وعطشك عطشاً وضيقك ضيق ،وأنقسامك أنقسام ،وكل العاملين بالاجرة
مكتئبى النفس . أشفق عليك يابلدى لأنى أرى ما تكلم به كتابى عنك يلوح فى
الافق " إن رؤساء مصر أغبياء! حكماء مشيرى فرعون مشورتهم بهيمية! ، مزج
الرب فى وسطها روح غى ، فأضلوا مصر فى كل عملها ، كترنح السكران فى قيئه
"أشعياء19 .
وإلى أن نرى يد رب الجنود تتحرك . نهيب بالمجتمع الدولى والضمير
الانسانى العالمى وهيئة الامم المتحدة وجميع الهيئات الدولية العاملة فى
حقوق الانسان وكل أقباط المهجر وكل مسيحيين الداخل التكاتف من أجل وقف خطة
أبادة الاقباط وأستئصالهم ، كما ننتظر من خبراء القانون الدولى المهتمين
بالقضية ، توجيهاتكم لتحريك قضية دولية ، المختصه بجرائم الحرب ، وأننا
مستعدون لعمل اكتتاب عام للمسيحيين بالتفويض ، وعلى اقباط المهجر تكوين
لجنة لعمل الترتيبات اللازمة لجمع التبرعات واخرى مسؤلة لمتابعة القضية
وتقديم المستندات ، وأعتقد أن كم الادلة أصبح متاح .
وألى شهداء الايمان ، نودعكم بالدموع والعويل ، ونزفكم للسماء
بالورود والتهليل ، أنتم من تحدث عنهم الوحى "رأيت تحت المذبح نفوس الذين
قتلوا من أجل كلمة الله ، ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم ، وصرخوا بصوت
عظيم قائلين : "حتى متى أيها السيد القدوس والحق ، لا تقضى وتنتقم لدمائنا
من الساكنين على الارض؟"رؤيا9:6-10، وعلى الكنيسة أن تسجلهم فى كتاب
الشهداء .
يا ريت الكل يعمل شير للموضوع ده