منتدايات يسوع بحر الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أفلام مسيحية , عظات مسيحية , ترانيم مسيحية , قداسات مسيحية , تأملات مسيحية ,معجزات مسيحية , كتب مسيحية ,صلاوت مسيحية ,صور مسيحية ,
 
الرئيسيةالمجلة البوابةالشاتأحدث الصورالتسجيلمركز رفع الملفاتدخول

 

 كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 11:35 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث




1- ما هو الخير؟









كلنا نؤمن بالخير، ونريد أن نعمل
الخير.




ولكننا نختلف فيما بيننا في معنى
الخير وفي طريقته.


وما يظنه أحدنا خيرًا، قد يراه
غيره شرًا!!


فما هو
الخير إذًا؟ وما هي
مقاييسه؟


لكي نحكم على أي عمل بأنه
خير، ينبغي أن يكون هذا العمل خيرًا في ذاته، وخيرًا في وسيلته.. وخيرًا في
هدفه، وبقدر الإمكان يكون أيضًا خيرًا في نتيجته.

وسنحاول
أن نتناول هذه النقاط واحدة فواحدة، ونحللها. وسؤالنا الأول هو: ما معنى أن
يكون العمل خيرًا في ذاته!


وفى الواقع أن كثيرين
-بنيه طيبة- قد يعملون أعمالًا يظنونها خيرًا. وهى على عكس ذلك ربما تكون شرًا
خالصًا..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org--Heart-Vector-Line

St-Takla.org Image:
Vector art: Heart Line
صورة في موقع الأنبا تكلا:
صورة من فن فيكتور: رسم قلب!

مثال
ذلك الأب الذي يدلل ابنه تدليلًا زائدًا يتلفه، وهو يظن ذلك خيرًا!! ومثال ذلك
أيضًا الأب الذي يقسو على ابنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقوده
إلى الانحراف. وقد يظن ذلك الأب أن قسوته نوع من الحزم والتربية الصالحة. ومن
أمثلة الذين يظنون عملهم خيرًا وهو شر في ذاته، أولئك الذين عناهم
السيد المسيح
بقوله لتلاميذه: "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله".



إن الناس يختلفون فيما
بينهم في معنى الخير. ويختلفون في حكمهم على الأعمال. ويتناقشون حول ذلك
ويتصارعون. وقد يعمل أحدهم عملًا، فيعجب به
الناس ويمتدحونه، ويسرفون في مدحه، بينما يتضايق البعض من نفس هذا العمل الذي
يمدحه زملاؤهم. ويتناظر الفريقان، وكل منهما يؤيد وجهة نظره بأدلة وبراهين،
ويتولى الفريق الآخر الرد عليها بأدلة عكسية. ويبقى الحق حائرًا بين هؤلاء
وهؤلاء.


من أجل هذا كان على
الإنسان أن يتمهل ويتروى، ولا يتعجل في حكمه على الأمور.



بل على العكس أيضًا أن يعمل
عملًا، ويحاول أن يتأكد أولًا من خيرية تصرفه. ومن أجل هذا أيضا أوجد الله
المشيرين وذوى الخبرة والفهم كإدلاء في طريق الحياة. وهكذا قال
الكتاب المقدس
"الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر".
وأوجد

الله المربين والحكماء. وجعل هذا أيضًا في
مسؤولية
الوالدين والمعلمين والقادة
وآباء الاعتراف، وكل من يؤتمنون على أعمال التوعية
والإرشاد.


ولكن يشترط في المرشد
الذي يدل الناس على طريق الخير، أن يكون هو نفسه
حكيمًا، وصافيًا في روحه..



وينبغي أن يكون هذا المرشد
عميقًا في فهمه، لئلا يضل غيره من حيث لا يدرى ولا يقصد. ولهذا السبب لا يصح أن
يسرع أحد بإقامة نفسه على هداية غيره، فقد قال يعقوب الرسول: "لا تكونوا معلمين
كثيرين يا أخوتي، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا".. حقًا ما أصعب السقطة
التي تأتى نتيجة أن يتبوأ أي إنسان مسئولية الإرشاد فيضيع غيره.. ولهذا قال
السيد المسيح: "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة".


لذلك كان كثير من
الآباء
المتواضعين بقلوبهم يهربون من مراكز القيادة الروحية، شاعرين أنهم ليسوا أهلًا
لها، وخائفين من نتائجها. وعارفين أن الشخص الذي يقود غيره في طريق ما، أو ينصح
غيره نصيحة معينه، إنما يتحمل أمام الله مسئولية نتائج توجيهاته ونصائحه،
ويعطى حسابًا عن نفس هذا الشخص الذي سمع نصيحته. وقد قيل في ذلك إن نفسًا تؤخذ
عوضًا عن نفس.


فعلى الإنسان حينما
يسترشد أن يدقق في اختيار مرشديه، ولا يسمع لكل قول، ولا يجرى وراء كل نصيحة
مهما كان قائلها. وأن يتبع الحق وليس الناس. وكما قال بطرس الرسول: "ينبغي أن
يطاع الله أكثر من الناس".
إذن الخير مرتبط بالحق، ومرتبط بكلام الله إن أحسن الناس فهمه، وإن أحسنوا
تفسيره، وإن ساروا وراء روحه لا حرفه.


إن كلام الله هو الحق
الخالص، والخير الخالص، ولكن تفسير الناس لكلام الله
قد يكون شيئًا آخر.


إن كلام الله يحتاج إلى ضمير حي
يفهمه، وإلى قلب نقى يدركه. وما أخطر أن نحد كلام الله بفهمنا الخاص!! وما أخطر
أن نغتر بفهمنا الخاص، ونظن أنه الحق ولا حق غيره، وأنه الفهم السليم ولا فهم
غيره..!


إن الذي يريد أن يعرف
الخير، عليه أن
يتواضع..


يتواضع فيسأل غيره، ويقرأ ويبحث
ويتأمل، محاولًا أن يصل وأن يفهم.. وحينما يسأل، عليه أن يسأل الروحيين
المتواضعين الذين يكشف لهم الله أسراره. وعليه أن يسأل الحكماء الفاهمين ذوى
المعرفة الحقيقية والإدراك العميق. وكما قال الشاعر:


فخذوا العلم على أربابه
واطلبوا الحكمة عند
الحكماء


لو كنا جميعًا
نعرف
الخير، ما كنا نتخاصم وما كنا نختلف.. علينا إذن - في تواضع القلب - أن نصلى
كما صلى داود النبي من قبل: "علمني يا رب طرقك، فهمني سبلك".



إن
الصلاة بلا شك هي وسيلة أساسية لمعرفة الحق والخير، فيها وبها يكشف الله للناس
الطريق السليم الصحيح.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وهنا نسأل سؤالًا هامًا:


هل الضمير هو الحكم في معرفة
الخير؟ وهل نتبعه بلا نقاش؟




أجيب وأقول: يجب على
الإنسان أن يطيع ضميره، ولكن يجب أيضا أن يكون ضميره صالحًا. فهناك ضمائر تحتاج
إلى هداية. إن الأخ الذي قتل أخته دفاعًا عن الشرف، أو الأخ الذي قتل أخته
لأنها أرادت الزواج بعد زوجها الأول.. ألم يكن كل منهما مستريح الضمير في قتله
لأخته (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم
الأسئلة والمقالات)؟! ألم يسر كل منهما على هدى من ضميره، وكان ضميره مريضًا؟!


إن الضمير يستنير
بالمعرفة: بالوعظ والتعليم، بالاسترشاد، بالنصح،
بالقراءة.. فلنداوم على كل
هذا، لكي يكون لنا ضمير صالح أمام الله..


لأننا كثيرًا ما نعمل
عملًا بضمير مستريح، واثقين أنه خير..!!


ثم يتضح لنا بعد حين
أنه كان عملًا خاطئًا!


فنندم على هذا العمل، الذي كان
يريحنا ويفرحنا من قبل.




وأمثال هذا العمل قد يسمى في
الروحيات أحيانًا"
خطيئة
جهل"..


إن الإنسان الصالح
ينمو يومًا بعد يوم في معرفته الروحية.
وبهذا النمو يستنير ضميره أكثر،
فيعرف ما لم يكن يعرفه، ويدرك أعماقًا من الخير لم يكن يدركها قبلًا..



وربما بعض فضائله السابقة
تتضح له كأنها لا شيء، بل قد يستصغر نفسه حينما كان يتيه بها في يوم ما..!


من هنا كان
القديسون
متواضعين.. لأنهم كل يوم يكشفون ضآلة الفضائل التي جاهدوا من أجلها زمنًا
طويلًا..!


وذلك بسبب نمو ضميرهم وشدة
استنارته في معرفة الخير..




والخير يرتبط بنسيانه..



إذ ننسى الخير الذي
نفعله، من فرط انشغالنا بالسعي وراء خير آخر أعظم منه،
نرى أننا لا نعمله نحن، وإنما يعمله الله بواسطتنا. وكان
يمكن أن يعمله بواسطة غيرنا، ولولا أنه من تواضعه ومحبته شاء أن يتم هذا الخير
على أيدينا، على غير استحقاق منا لذلك..


ولكن ما هو الخير؟ وكيف
يكون خيرًا في ذاته؟ وفي وسيلته؟ وفي هدفه؟ وفي نتيجته؟


أري أنني قد طفت معك
حول إطار هذه الصورة.. التي ليتنا نستطيع أن
نتأملها في مقال آخر إن أحبت نعمة الله وعشنا..



كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3




المقال مع بعض التعديلات نُشِر في وقتٍ لاحق



ما هو الخير؟




كلنا نؤمن بالخير.

ونريد أن نعمل الخير.




ولكننا نختلف فيما
بيننا في معني الخير وفي طريقته. وما
يظنه أحدنا خيرًا. قد لا يراه كذلك!
فما هو الخير؟ وما هي مقاييسه؟




لكي نحكم علي أي
عمل بأنه خير: ينبغي أن يكون هذا
العمل خيرًا في ذاته. وخيرًا في
وسيلته.. وخيرًا في هدفه. وبقدر
الإمكان يكون أيضًا خيرًا في نتائجه..




وسنحاول أن نتناول
هذه النقاط واحدة فواحدة. ونحللها..
وسؤالنا الأول: ما معني أن يكون العمل
خيرًا في ذاته؟




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



في الواقع أن
كثيرين بنيّة طيبة قد يعملون أعمالًا
يظنونها خيرًا. وقد تكون علي عكس ذلك
تمامًا.
مثال ذلك الأب الذي يدلّل ابنه تدليلا
زائدًا. يتلفه!
ومثال ذلك أيضا الأب الذي يقسو علي
ابنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر
آخر ربما يقوده إلي الانحراف!
وقد يظن كل من هذين الأبوين أنه يفعل
خيرًا. وأن أسلوبه هو التربية السليمة
الصالحة. بينما يكون مخطئًا في فهم
معني الخير..
وربما يكون الخير في مرحلة متوسطة بين
التصرفين: بين التدليل والشدة. وقد
يكون في التدليل حينًا. وفي الشدة
حينًا آخر. حسبما تقتضي الظروف
والأسباب.



كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



وإذا شك إنسان فيما
يكون خيرًا. عليه أولًا أن يتروي حتى
يتثبت. ومن الممكن أيضًا أن يسترشد
بغيره.
يستشير شخصًا راجح الفكر وواسع العقل.
وذا خبرة في مثل هذا الأمر. فيضيف إلي
عقله عقلًا. وربما يطرق معه زاوية
معينة. أو يعرض له بعض ردود الفعل.

من أجل ذلك أوجد الله المشيرين وذوي
الخبرة والفهم. كل منهم دليل في طريق
الحياة. كما أوجد المربين والحكماء.
وجعل هذه المشورة أيضًا في مسئولية
الوالدين والمعلمين والقادة. وكل من
يؤتمنون علي التربية والتوعية
والإرشاد.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



ولكن يُشترط في
المرشد الذي يدل الناس علي طريق
الخير. أن يكون هو نفسه حكيمًا.
صافيًا في روحه.
وينبغي أن يكون هذا المرشد عميقًا في
فهمه. لئلا يضل غيره من حيث لا يدر ي
ولا يقصد. فقد قال السيد المسيح
"وأعمي يقود أعمي. كلاهما يسقطان في
حفرة".
حقًا ما أصعب السقطة التي تأتي نتيجة
أن يتبوأ إنسان غير مؤهل مسئولية
الإرشاد. فيضّيع غيره. فلا يصح إذن أن
يسرع شخص بإقامة نفسه علي هداية غيره.
نتيجة ثقة زائفة بذاته.
لذلك كان كثيرون من المتواضعين يهربون
من مراكز القيادة الروحية. عارفين أن
الشخص الذي يقود غيره في طريق ما. أو
ينصح غيره نصيحة ما. إنما يتحمل أمام

الله مسئولية نصائحه وإرشاداته.





كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



فعلي الإنسان حينما
يسترشد. أن يدقق في اختيار مرشديه:

ولا يسمع لكل قول. ولا يجري وراء كل
نصيحة مهما كان قائلها. ولا يتبع
الناس بل يتبع الحق. لأنه "ينبغي
أن
يطاع الله أكثر من الناس" فنصائح
الناس يجب أن تكون موافقة لوصايا
الله.
إذن الخير مرتبط بالحق الخالص. ومرتبط
بكلام الله إن أحسن الناس فهمه. وإن
أحسنوا تفسيره. وإن ساروا وراء روحه
لا حرفه.
إن كلام الله هو الحق الخالص. والخير
الخالص
ولكن تفسير الناس لكلام الله. قد يكون
شيئا آخر!
إن كلام الله يحتاج إلي ضمير حي
يفهمه. وإلي قلب نقي يدركه. وما أخطر
أن نحدّ كلام الله بفهمنا الخاص! وما
أخطر أن نفتر بفهمنا. ونظن أنه الحق
ولا حق غيره! وأنه الفهم السليم ولا فهم غيره!




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



إن الذي يريد أن
يعرف الخير. عليه أن يتواضع..
يتواضع. فيسأل ويقرأ ويبحث ويتأمل.
محاولًا أن يعمل وأن يفهم. وحينما
يسأل. عليه أن يسأل الروحيين
المتواضعين الذين يكشف لهم الله
أسراره. كما يسأل الحكماء الفاهمين.
ذوي المعرفة الحقيقية والإدراك
العميق. وكما قال الشاعر:
فخذوا العلم علي أربابه .. واطلبوا
الحكمة عند الحكماء
لو كنا جميعا نعرف الخير. ما كنا
نتخاصم وما كنا نختلف..
علينا إذن في تواضع قلب أن نصلي كما
صلي داود النبي من قبل: "علّمني يا رب
طرقك.. فهمني سبلك".
إن الصلاة بلاشك. هي وسيلة أساسية
لمعرفة

الحق والخير.
وبها يكشف الله للناس الطريق السليم
الصحيح.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



وهنا نسأل سؤالًا
هامًا:
هل ضمير كل إنسان هو الحكم في معرفة
الخير؟ وهل يتبعه بلا نقاش؟
بداءة أقول: يجب علي كل إنسان أن يطيع
ضميره
(اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع
هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم
الأسئلة والمقالات).
ولكن يجب أيضًا أن يكون ضميره صالحا.
فهناك ضمائر تحتاج إلي هداية.
إن الأخ الذي قتل أخته دفاعًا عن
الشرف!. أو الأخ الذي قتل أخته. لأنها
أرادت أن تتزوج بعد وفاة زوجها
الأول.. ألم يكن كل منهما مستريح
الضمير في قتله لأخته؟! ألم يسر كل
منهما علي هدي من ضميره. وكان ضميره
مريضًا؟!
إن الضمير يستنير بالمعرفة: بالوعظ
والتعليم والإرشاد والنصح. وبالقراءة
السليمة.. فلنداوم علي كل ذلك. لكي
يكون لنا ضمير صالح أمام الله.
لأننا كثيرًا ما نعمل عملًا بضمير
مستريح. واثقين أنه خير! ثم يتضح لنا
بعد حين أنه كان عملًا خاطئًا. فنندم
علي ذلك العمل الذي كان يريحنا
ويفرحنا من قبل!
ومثل هذا العمل قد يسمي في الروحيات
أحيانًا "خطيئة جهل".




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



إن الإنسان الصالح
ينمو يومًا بعد يوم في معرفته الروحية.
وبهذا النمو يستنير ضميره أكثر. ويعرف
ما لم يكن يعرفه. ويدرك أعماقًا من
الخير لم يكن يعرفها قبلًا. وربما بعض
فضائله السابقة يتضح له كأنها لاشيء.
بل يستصغر نفسه حينما كان يتيه بها في
يوم ما!
من هنا كان القديسون متواضعين.. لأنهم
بنموهم في الفضيلة يتكشفون كل يوم
ضآلة الفضائل التي جاهدوا من أجلها
زمانًا طويلًا!
وذلك بسبب نمو ضميرهم. واستنارته في
معرفة الخير.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



الخير أيضا يرتبط
بنسيانه: إذ ننسي الخير الذي نفعله.
من فرط انشغالنا بخير أعظم نريد أن
نعمله.. أو ننسي أننا عملنا هذا الخير.
موقنين أن الله هو الذي عمله
بواسطتنا. وكان يمكن أن يعمله بواسطة
غيرنا. لولا أنه من تواضعه ومحبته.
شاء أن يتم هذا الخير علي أيدينا. علي
غير استحقاق منا لذلك.
ما هو الخير؟
الخير هو أن ترتفع فوق ذاتك ولذاتك.
وأن تطلب الحق أينما وجد. وتثبت فيه.
وتحتمل لأجله. الخير هو النقاء
والقداسة والكمال.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



الخير لا يتجزأ.
فلا يكون إنسانًا خيرًا وغير خير في
نفس الوقت.
أي لا يكون صالحًا وشريرًا في وقت
واحد.
الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد
حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة
تتلف نقاوته وصفاء قلبه. إن ميكروبا
واحدًا كاف لأن يلقي إنسانًا علي فراش
المرض. ليس هو محتاجًا إلي مجموعات
متعددة من الجراثيم. لكي يحسب
مريضًا!! تكفي جرثومة واحدة. هكذا
خطية واحدة تضيّع نقاوة الإنسان.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



إن الشخص الشرير
ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور.

إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته.
مهما كانت له فضائل متعددة.
فالسارق إنسان شرير. لا نحسبه من
الأخيار. مهما كان في نفس الوقت
لطيفًا أو بشوشًا. أو متواضعًا أو
متسامحًا. أو كريمًا أو خدومًا.
والظالم إنسان شرير. وكذلك القاسي
والشتّام. وقد يكون أي واحد من هؤلاء
شجاعًا. أو مواظبًا علي الصلاة
والصوم!
فإن أردت أن تكون خيّرًا. سر في طريق
الخير كله. ولا تترك شائبة واحدة تعكر
نقاء قلبك. ولا تظن انك تستطيع أن
تغطي رذيلة

بفضيلة.. أو أن تعوّض سقوطك في
خطيئة معينة. بنجاحك في زاوية أخري من
زوايا الخير.. بل في المكان الذي هزمك
الشيطان فيه. يجب أن تنتصر.. علي نفس
الخطية. وعلي نفس نقطة الضعف.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



كن خيّرًا. وقس
نفسك بكل مقاييس الكمال. وأعرف نواحي
النقص التي فيك. وجاهد لكي تنتصر
عليها..
فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال
حسبما نستطيع. لأن النقص ليس خيرًا.

والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير. بل
بالأكثر أن تحب الخير الذي تعمله. فقد
يوجد إنسان يفعل الخير مرغمًا دون أن
يريده. أو أن يعمل الخير بدافع من
الخوف. أو بسبب الرياء. لكي ينظره
الناس. أو لكي يكسب مديحًا أو لكي
يهرب من انتقاد الآخرين...!
وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر
ومتضايق. كمن يقول الصدق ونفسيته
متعبة. ويود لو يكذب وينجو. أو من
يتصدق علي فقير. وهو ساخط وبوده ألا
يدفع!
فهل نسمي كل ذلك خيرًا ؟
بل عمق الخير. هو محبة الخير الذي
تفعله...




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



فقد يوجد من يفعل
الخير لمجرد إطاعة وصية الله. دون أن
يصل قلبه إلي محبة الوصية! كمن لا
يرتكب الزنا والفحشاء. لمجرد وصية
الله التي تقول "لا تزن". دون أن تكون
في قلبه محبة العفة والطهارة! وفي ذلك
قال



القديس جيروم: يوجد أشخاص عفيفون
وطاهرون بأجسادهم. بينما تكون

نفوسهم زانية!
مثال آخر: من يدفع من ماله صدقة
للفقراء. لمجرد إطاعة الوصية. ويكون
كمن يدفع ضريبة أو جزية! دون أن تدخل
محبة الفقراء إلي قلبه..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



كل هؤلاء اهتموا
بالخير في شكلياته. وليس في روحه.
والخير ليس شكليات. وليس لونا من
المظاهر الزائفة. إنما هو روح. ويكمن
في القلب.
لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة
القلب من الداخل.
ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير. يجب
أولًا أن نفحص دوافعه وأسبابه
وأهدافه. فالدوافع هي التي تظهر لنا
خيرية العمل من عدمها.
فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب.
والآخر بدافع الإهانة.. ويكون عمل
أحدهما خيرًا. وعمل الآخر شرًا. وقد
يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني:
أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في
خدمته. والآخر من أجل حب الظهور أو حب
المظاهر. وهنا الهدف يختلف. والنية
تختلف..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3



الخير أيضًا ليس
عملًا مفردًا أو طارئًا. إنما هو حياة.
فالشخص الرحيم ليس هو الذي أحيانًا
يرحم. أو الذي ظهرت رحمته في موقف
معين.. إنما الرحيم هو الذي تتصف
حياته كلها بالرحمة. فتظهر الرحمة في
كل أعماله. وفي كل معاملاته: في
أقواله وفي مشاعره. حتى في الوقت الذي
لا يباشر فيه عمل رحمة.
الخير هو اقتناع داخلي بالحياة
الصالحة. مع إرادة مثابرة مجاهدة في
عمل الخير وتنفيذه.. هو حب صادق
لفضيلة. مع حياة فاضلة.
الخير هو شهوة في القلب لعمل الصلاح.
تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال
صالحة. وليس هو مجرد روتين إلى للعمل
الصالح.
ما لم يصل الإنسان إلي محبة الخير.
والتعلق به. والحماس لأجله. والجهاد
لتحقيقه. فهو لا يزال في درجة
المبتدئين.
"وللمقال
بقية".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى



عدد المواضيع : 14684

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:13 pm

كتب قبطية




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث





25- لا تُغَطِّ
أخطائك بالأعذار








في حياتك الروحية: واجه الواقع..
كن صريحًا مع نفسك، ومع الناس.. وإن أخطأت، لا تحاول أن تغطي الخطأ بالأعذار..
بل اعترف بالخطأ، في
أتضاع وفي صدق وحاول
أن تصلحه.


ما أسهل على الضمير
الواسع أن يجد عذرًا يغطي به أية خطيئة يقع فيها..!!
ما أسهل عليه أن يبرر أي موقف، بأي كلام!



إن الذين قتلوا سقراط Socrates، قالوا إنه
يفسد عقول الشباب! ومجمع السنهدريم الذي حكم على
السيد المسيح قال إنه مجدف!!
وحتى يهوذا الخائن كان يغطي خطيئة بعذر..


إن الأعذار باب واسع إن فتحناه، اتسع لكل فعل..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Jesus-Trial-06

St-Takla.org Image:
Trials of Jesus
صورة في موقع الأنبا تكلا:
محاكمات السيد المسيح
إن الأعذار لا تعرف الخجل، وإن
كان الخجل قد يدفع أحيانًا إليها!!


الدافع الأول للأعذار هو
تبرير الذات.


والسبب الحقيقي للأعذار
الخاطئة هو كبرياء النفس التي ترفض أن تعترف بالخطأ.



والذات صنم يتعبد له الإنسان،
ويريده أن يكون كاملًا وجميلًا في عينيه وفي أعين الناس..


يسئ إلي البعض أن يبدو مخطئًا،
لذلك يغطي خطأه بعذر أو بأعذار. ويكون العذر في حد ذاته خطأ آخر قد يحط من قدر
الإنسان أكثر من الخطأ الذي يحاول أن يخفيه. وكما قال المثل: "عذر أقبح من
ذنب".


الإنسان الذي يبرر
ذاته بمختلف الأعذار، هو إنسان يرفض أن يتوب.


أما الاعتراف بالخطأ فهو دليل
على صحة النفس، ودليل على الرغبة في التوبة، وإظهار لندم الإنسان على أخطائه.
وقد صدق الكتاب حينما قال: "أنت بلا عذر أيها الإنسان".


والأعذار قد تكون مكشوفة
أحيانًا ومفضوحة، ومجالًا للسخرية، وموضعًا لشك الناس، وبخاصة إذا كثرت، أو إن
كان الخطأ واضحًا للكل. لذلك على الإنسان أن يراجع نفسه كثيرًا قبل أن يحاول
تغطية أخطائه بالأعذار.


بل قد تكون الأعذار
أحيانًا سببًا للإثارة، يتعب السامع.. ويكون خيرًا للمخطئ لو انه يصمت، إن لم
يستطع الاعتراف. فالصمت لا يثير كالأعذار التي تدل على استهانة المخطئ بما
فعله، وكأنه يظن الأمر طبيعيًا لا إثم فيه..!


والأعذار قد تكون صادقة، وقد
تكون مختلفة وغير حقيقية. والكذب معين لكل خطية، يقترب من كل مخطئ وبيده
ورقة تين عريضة يحاول أن يستره بها. والأعذار الكاذبة خطيئة مزدوجة تدل على مرض
الضمير..


وقد تكون الأعذار لونًا من
الخداع، أو شرحًا لما
حدث على غير واقعه الحقيقي (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع
الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وقد يلجأ فيها الشخص إلى الاحتماء وراء أسباب
ثانوية عن السبب الأساسي للفعل..


وقد ينكشف عذر، فيغطيه صاحبه
بعذر آخر..


وهكذا يدخل في سلسلة لا
تنتهي
من الأعذار، كلها تصرخ قائلة: (إنني مجرد ستار لنفس أتعبتها
الكبرياء أو أتعبها
الخجل، فتريد أن تقف بريئة أمام الناس بأى سبب وبأية وسيلة..).




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Word-Excuses

St-Takla.org Image:
Arabic Word: Excuses
صورة في موقع الأنبا تكلا:
كلمة الأعذار

إن الأعذار بهذه
الصورة نوع من المكابرة،
تحاول أن تخفى الحقيقة، وأن تلبس
المذنب ثياب الأبرياء. وهى غير الأعذار البريئة الحقيقية التي تتقبلها النفس في
رضى..


ما أجمل أن يعترف
الإنسان بخطئه.. فالاعتراف بالخطأ يدل على محبة الإنسان
للحق
والعدل وعدم تحيزه
لنفسه.. وعدم
مجاملته لذاته..


والذي يعترف بالخطأ يدل أيضًا
على صحة فهمه، وعلى أنه غير محب للمغالطة، وغير محب للمكابرة، وغير محب للرياء.



والاعتراف بالخطأ دليل على
التواضع..


فالإنسان المتواضع لا يسلك في
تبرير الذات، وإنما في تقويم الذات وتصحيح وضعها. وهو يحكم على نفسه، قبل أن
يحكم الناس عليه. بل حتى لو كان الناس غير منتبهين لخطيئته، فإن هذا لا يمنعه
من أن يعترف بأنه قد أخطأ في هذا الفعل أو ذاك..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


ما أقل المعترفين
بأخطائهم، وما أكثر المبررين ذواتهم بالأعذار..


و من أخطر الأعذار، الأعذار
الشائعة عند الجميع، حتى أصبحت
أمثالًا يتداولها الناس..


فقد يجتاح المجتمع خطأ عام، يسلك
فيه الكل. وإن عاتبت إنسانًا محبًا للحق في مثل هذا السلوك الخاطئ، ربما يجيبك
بهذه الإجابة المحفوظة: (أعمل إيه؟ الناس كلها كده)! كما لو كانت عمومية الخطأ
عذرًا يبرر وجوده..!


كلا، فإن الإنسان المحب
للحق، لا يصح أن ينحرف في أخطاء المجتمع الشائعة، بل يقاومها، ولو وقف في ذلك
وحده.


فهكذا كان المصلحون، بل
هكذا كان الأبرار في كل جيل: لهم طابعهم الروحي الذي يميزهم. حتى لو أخطأ الكل
فإنهم لا يخطئون، واضعين أمامهم قول الكتاب: "لا تشاكلوا هذا الدهر

أى لا تكونوا شكله وشبهه. بل إن داود النبي يصرخ في
المزمور ويقول: "نجنى يا رب
من هذا الجيل".


لقد كان نوح البار في وسط
كله فساد في زمن الطوفان، ولكنه تميز عن معاصريه بقداسته، ولم يجار الوسط
الفاسد. وهكذا أيضًا كان لوط في أرض سادوم.. وما أكثر الأمثلة.



إلى جوار عذر الخطأ
الشائع، يوجد عذر آخر عام وشائع:


فقد يعتذر إنسان بضعف
الطبيعة البشرية، أمام قوة الإغراءات الخارجية..
وقد يظن هذا مبررًا لسقوطه.



والواقع أن الله لا يمكن أن
يأمرنا بوصايا فوق مستوى إمكانيات إرادتنا، وإلا كان هذا لونًا من الظلم،
وضربًا من التعجيز، كما قال الشاعر:


ألقاه في اليم مكتوفًا
وقال له

إياك إياك أن تبتل بالماء


إن الله عندما يأمر
بوصية ما، إنما يعطى النعمة التي تساعد على تنفيذها..


وطبيعتنا البشرية ليست واقفة
وحدها، وإنما هي مسنودة ومؤيدة بقوة
الله. والله يعمل فينا، بقوته، وبنعمته،
وبروحه القدوس.. وعندما نتجه نحو الخير، نجد كل قوى السماء تساندنا وتعيننا..
والملائكة، وأرواح القديسين، وصوت الله في ضمائرنا وفي قلوبنا.. وكم من مواقف
انتصرنا فيها، وشعرنا يقينا بيد الله في العمل.. إنه هو الذي قال: "بدوني لا
تقدرون أن تعملوا شيئًا".


لا يصح أن نصف الطبيعة
البشرية على الدوام بالضعف وبالفساد.. إن الله
قد وضع فينا قوى عجيبة، نحن للأسف لا نبصرها، وبالتالي لا نستخدمها. ثم بعد ذلك
بكل جرأة نلوم طبيعتنا..


وللأسف أيضًا يوجد من سقط
ويقول: "لا يصح أن نقاوم الطبيعة
"!!


كلا، ليست هذه هي الطبيعة
البشرية التي خلقها الله، لأن الله لا يخلق شيئًا فاسدًا!! حاشا.



سِر أيها المبارك في طريق
الله.. وتشدد، وتشجع.. وفي أخطائك لا تلتمس لنفسك الأعذار.


لا تحاول أن تغطى
أخطاءك، بل حاول أن تعالجها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
♥J♥ يســـ الهي ــــوع ♥J♥
مشرفة قسم غذاء الروح
مشرفة قسم غذاء الروح
♥J♥ يســـ الهي ــــوع ♥J♥


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Fb3d4910
عدد المواضيع : 1098
عدد المسهمات : 26097
السٌّمعَة : 10
الموقع : هيكل عرش النعمة
sms : منتدايات يسوع بحر الحب بريق بلون التميز يسوع النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:14 pm

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 522495_305997429509633_1259234443_n

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Iraqna1_1349502386_100




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saqersara@ymail.com
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:17 pm

كتب قبطية




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث





26- ثياب
الحِملان








لقد نصحنا
السيد المسيح أن
نحترس قائلًا: "يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة".


فما هي إذن ثياب الحملان؟


ثياب الحملان، هي لون
من الخداع، أو من التغطية، أو من الرياء، يُخفي به الإنسان حقيقته الخاطئة.



يمكن
أن ينطبق هذا الوصف على العدو الذي يلبس ثياب
الأصدقاء، أو على الخاطئ الذي
يتظاهر بالبر، ويمكن أن ينطبق على المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم:
"يشبهون القبور المبيضة من الخارج، وفي الداخل عظام نتنة"..


وثياب الحملان يمكن أن
يلبسها الشيطان نفسه.
فالشيطان يتقن أساليب الخداع ويستطيع أن يظهر إن أراد
في هيئة
ملاك من نور، أو في صورة أحد الأنبياء أو
القديسين، أو في هيئة روح من
أرواح الموتى. وقد يتخذ له أي اسم من الأسماء وأي شكل، وأي صوت.. يستطيع الشيطان
أن يظهر في رؤى كاذبة، أو في أحلام كاذبة، ويوجه الإنسان بطريقة ما.





كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Leemputten-Cornelis-van-Return-of-the-Flock

St-Takla.org Image:
Cornelis van Leemputten - Return of the Flock
صورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة للفنان كورنيليس فان ليمبوتين: عودة القطيع

لذلك ينبغي أن يكون
الإنسان حريصًا وحكيمًا وله موهبة التمييز. وكما
قال الكتاب: "ميزوا الأرواح".. وإن لم يكن للإنسان هذه الموهبة حينئذ تنفعه
المشورة الصالحة حينما يذهب إلى أحد المختبرين ويستشيره في أمثال هذه الأمور
ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين صدقوا خداعها ولم يكتشفوها
لأنها كانت تلبس ثياب الحملان..


على أن تعبير
"ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضًا على الرذائل التي تلبس ثياب
الفضائل،
وعلى الأخطاء التي تتسمي بغير أسمائها..


إن الخطية قد تحارب
الأشرار مكشوفة وصريحة، ولكنها لا تحارب الأبرار والقديسين هكذا، لأنهم لو
عرفوا أنها خطية لرفضوها. لذلك فإن الشيطان عندما يحاربهم بخطية معينة، قد
يلبسها ثوب الفضيلة، أو يعطيها اسمًا يريح الضمير. وهكذا يضل غير الحكماء وغير
العارفين. ومثل هذا التضليل يمكن أن يكشفه المرشد الروحي..


وقد تستخدم الأسماء
المُستعارة
التي تلبسها الخطية بواسطة أشخاص يعرفون تمامًا أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون
أخطاءهم بثياب الحملان حتى لا يخجلوا أمام الآخرين، وحتى لا ينكشفوا.



ثياب الحملان إذن قد يقع
فيها البعض عن طريق الجهل، وقد يلبسها البعض عن طريق الخداع أو الرياء (اقرأ
مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة
والمقالات).. وأمثال
هؤلاء المرائين إن استطاعوا أن يخدعوا غيرهم إلا أنهم مكشوفون أمام

الله، وأمام
ضمائرهم.. وأحيانًا يصل بهم الاستهتار إلى أن يتهكموا على الأبرياء المساكين
الذين انطلى عليهم الخداع..


وثياب الحملان يستخدمها
العقل أحيانًا لتبرير سلوك النفس.. إن العقل لا يكون في كل وقت عقلًا
صرفًا، أو حقًا خالصًا.. وإنما كثيرًا ما يكون العقل خادمًا مطيعًا لرغبات
النفس.. يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس، وأن يبرر سلوكها، حتى لا تبدو مدانة
أمام الضمير.. وهكذا يعطى الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها
الحقيقية..


وسنحاول أن نضرب لذلك أمثلة:



فالاستهتار مثلًا قد
يلبس ثياب الحملان ويأخذ اسم الحرية. وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في
سمو معناها.


وتحت اسم الحرية يفعل
الإنسان ما يشاء مستخدمًا هذا الاسم الجميل في فعل ما لا يليق، ناسيًا أن
الحرية معناها الحقيقي هي تحرر النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة فالشخص
الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة، أو شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معنى
الحرية أن نكسر وصايا الله، ونقول إننا أحرار نفعل ما نشاء. هذا الذي يدعى انه
حر، هو في حقيقته مستعبد للشيطان.. قد ألبس الاستهتار ثياب الحملان
وأعطاه اسم الحرية..


كذلك قد تلبس الشهوة
ثياب الحملان
وتتسمى باسم الحب..
والحب كلمة جميلة تنال توقير
الجميع، ولكن هل كل ما يسمى حبًا هو حب في حقيقته؟ ألا يجوز أن خطية ما تخشي أن
تكشف عن حقيقتها الفاسدة، فتلبس ثياب الحملان وتتسمى بهذا الاسم الجميل؟! ألا
يجور أن شابًا يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة بالأخطاء الواضحة، ويسمى هذه
العلاقة خطأ باسم الحب، وهى بعيدة عنه كل البعد.


فالذى يحب فتاة محبة
حقيقية، المفروض فيه أن يحب لها
الخير، فلا يسئ إلى عفتها، ولا يسئ إلى
طهارتها، ولا يسئ إلى سمعتها..
وإن أتلف طهارة هذه الفتاة،
وأفقدها بساطتها، وأدخلها في خبرات خاطئة، وشغل عقلها، وضيع وقتها أو مستقبلها،
وعلمها الكذب على أهلها، وعودها العمل المستتر في الخفاء.. فلا يصح أن يقول مع
كل ذلك أنه يحبها..! الذي يحب ينبغي أن يكون طريقه سليمًا وواضحًا ويعمل في
النور لا في

الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفى في داخلها ذئاب
"ذئاب خاطفة".


كذلك قد تلبس القسوة
ثياب الحملان وتتسمى باسم الحزم.
فقد تعاتب
أبًا قاسيًا يسوم
أولاده ألوان العذاب فيبرر موقفه بأنه ليس قاسيًا، وإنما هو حازم. ويطلق على
هذا التعذيب اسم التأديب أو التربية، ويقول إنه شديد في تربية
أولاده، بينما
تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية، وقد تأتى بعكس ما يريد، وينشأ
أولاده معقدين.. ولكنها ثياب الحملان التي تحاول أن تخفى وحشية الأب وقسوته..



وفي الناحية المضادة قد يلبس
ضعف الشخصية ثوب الطيبة والوداعة. وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده،
وقد
يتلف رئيس أو مدير كل الهيئة التي يعمل فيها لكونه متساهلًا معيبًا مع
مرؤوسيه يطلق عليه اسم الطيبة. والمفروض أن يكون الإنسان لطيفًا في غير
ضعف، وحازمًا في
غير عنف. وقد يعاقب ويكون طيب القلب في عقوبته، وقد يعفو ويكون حازمًا
خلال
عفوه.. هكذا تكون الشخصية المتكاملة..


وثياب الحملان قد يلبسها
البعض في معاملاتهم للآخرين.
فقد يسلك إنسان في أسلوب من
التملق والمداهنة، فإن عاتبته على ذلك، قال لك إن هذا نوع من السياسة، أو من
الحكمة، أو من كسب الأصدقاء. بينما يستطيع أن يصل إلى كل ذلك بغير تملق.. وقد
يدس شخص عند رئيسه في حق زملائه، ويسمى هذا الدس وهذه الوقيعة نوعًا من الإخلاص
ومن المحبة..! وما هي إلا ثياب حملان..


ما أكثر الأسماء
المستعارة التي تلبسها أخطاء الناس، ويعوزني
الوقت في هذا المقال المختصر أن أتحدث عنها بالتفصيل.. فالدهاء أو المكر أو
الخبث، قد يتسمى باسم الذكاء وحسن التصرف..


والإسراف قد يتسمى باسم الكرم.
والتهكم أو المزاح الرديء، قد يتسم باسم خفة الروح.. والشتيمة والشوشرة والإساءة
إلى الآخرين قد تتسمى باسم الإصلاح أو النظام. والتعصب الرديء قد
يتسمى باسم
الغيرة المقدسة والتمسك
بالدين.
والكذب الأبيض
لإخفاء حقيقته. والملابس الخليعة
قد تتسمى باسم الموضة.. والأغاني العابثة والصور العارية المثيرة، قد تتسمى
كلها باسم الفن.. وقد تختفي الرشوة تحت اسم الهدية، وتختفي
السرقة تحت شكليات
رسمية لا ترضى الضمير.. إلخ..


ليتنا نواجه الحقائق
عارية وصريحة، ولا نسمى الأمور بغير أسمائها، لكي
نستطيع أن نصحح أنفسنا من
الداخل، ونصلح المجتمع الذي نعيش فيه.. أما ثياب الحملان فإنها تخفى العيوب
بدلًا من إصلاحها..



كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3




المقال مع بعض التعديلات نُشِر في وقتٍ لاحق



ثياب الحملان





قال السيد
المسيح وهو يحذر تلاميذه من اليهود في أيامه "يأتونكم بثياب الحملان. وهم ذئاب
خاطفة"!!


أي يأتونكم بمظهر الطيبة

والوداعة والمسالمة. وهم عناصر عنيفة فتاكة تشبه الذئاب التي تخطف. فما هي
تأملاتنا في ثياب الحملان هذه. وفي أية المجالات يمكن أن تنطبق؟؟
يمكن أن ينطبق هذا الوصف علي العدو الذي يلبس ثياب الأصدقاء. أو علي الخاطئ الذي
يتظاهر بالبر. ويمكن أن ينطبق علي المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم
يشبهون القبور المبيضة من الخارج وفي داخلها عظام نتنة...


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وثياب الحملان يمكن أن يلبسها

الشيطان نفسه..!




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Wolf-in-Sheep-Clothing

St-Takla.org Image:
Wolf in Sheep's Clothing
صورة في موقع الأنبا تكلا:
ذئب يرتدي شكل حمل

فالشيطان يتقن أساليب الخداع. ويستطيع أن يظهر إن
أراد في هيئة ملاك من نور. أو في صورة أحد الأنبياء أو

القديسين. أو في هيئة روح من أرواح الموتى. وقد يتخذ له أي اسم من الأسماء وأي
شكل وأي صوت.. ويستطيع الشيطان أن يظهر في رؤى كاذبة. أو في أحلام كاذبة. ويوجه
الإنسان بطريقة ما...


لذلك ينبغي علي كل إنسان أن يكون حريصًا وحكيمًا.
وله موهبة التمييز.


والكتاب ينصحنا بأن نميز الأرواح.. وإن لم يكن
لأحد منا هذه الموهبة. حينئذ تنفعه المشورة الصالحة. حينما يذهب إلي أحد المختبرين.
ويستشيره في أمثال هذه الأمور ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين
صدّقوا خداعها ولم يكتشفوها. لأنها كانت تلبس ثياب الحملان.


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


علي أن تعبير "ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضا
علي الرذائل التي تلبس ثياب الفضائل وعلي الأخطاء التي تتسمي بغير أسمائها.



إن الخطيئة التي تغري الأشرار وهي مكشوفة وصريحة.
لا تستطيع أن تحارب الأبرار والقديسين هكذا. لأنها لو ظهرت لهم بوجهها الصريح
لرفضوها. لذلك فإن الشيطان حينما يحاربهم بخطية معينة. قد يلبسها ثوب الفضيلة. أو
يعطيها اسما يريح الضمير! وهكذا يضل غير الحكماء وغير العارفين. ومثل هذا التضليل
يمكن أن يكشفه المرشد الروحي إذا ما عُرض عليه...


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وهذه الأسماء المستعارة التي تلبسها

الخطية. قد يستخدمها أشخاص يعرفون تماما أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون أخطاءهم
بثياب الحملان. حتى لا يخجلوا أمام الآخرين. وحتي لا ينكشفوا.


إن ثياب الحملان قد يقع فيها البعض عن طريق الجهل
وعدم الخبرة. وقد يستخدمها البعض بأسلوب الخداع أو الرياء.


وأمثال هؤلاء المرائين: إن استطاعوا أن يخدعوا
غيرهم. إلا أنهم مكشوفون أمام الله فاحص القلوب والأفكار والنيات. ومكشوفون أيضا
أمام ضمائرهم... وقد يكشفهم الناس كما يقول الشاعر:


ثوب الرياء يشفّ عما تحته .. فإذا التحفت به فإنك
عار
علي أن هؤلاء المرائين. قد يصل بهم الاستهتار أحيانًا إلي أن يتهكموا علي البسطاء.
لكي ينطوي عليهم الخداع.


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وثياب الحملان يستخدمها العقل أحيانًا لتبرير
سلوك النفس:


إن العقل لا يكون في كل وقت عقلًا صرفًا. أو
مفكرًا في الحق تفكيرًا سليمًا.. وإنما كثيرًا ما يكون العقل خادما مطيعا لرغبات
النفس... يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس. وأن يبرر سلوكها. حتى لا تبدو مدانة أمام
الضمير.. وهكذا يعطي الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها الحقيقية.


وسنحاول أن نضرب لذلك بعض الأمثلة:



فالاستهتار مثلا يلبس ثياب الحملان. ويأخذ اسم

الحرية!


وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو
معناها.


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وتحت اسم الحرية يفعل الشخص ما يشاء. مُستخدمًا هذا
الاسم الجميل في فعل ما لا يليق. ناسيًا أن الحرية في معناها الحقيقي. هي تحرر
النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة..





كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org--Atheism-001

St-Takla.org Image:
Atheism word in Arabic and English, with the verse: "But all men are vain, in
whom there is not the knowledge of God: and who by these good things that are
seen, could not understand him that is, neither by attending to the works have
acknowledged who was the workman" (Wisdom 13:1)
صورة في موقع الأنبا تكلا:
كلمة الإلحاد باللغة العربية والإنجليزية، مع آية: "ان جميع الذين لم
يعرفوا الله هم حمقى من طبعهم لم يقدروا ان يعلموا الكائن من الخيرات
المنظورة ولم يتاملوا المصنوعات حتى يعرفوا صانعها" (سفر الحكمة 13: 1)



فالشخص الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة أو
شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معني الحرية أن يكسر أحد وصايا الله ويقول أنا حر
أفعل ما أشاء!! فمثل هذا الشخص ليس هو حرًا. بل هو مستعبد للشيطان وإغراءاته.. هو
يحاول أن يُلبس الاستهتار ثياب الحملان (اقرأ مقالًا آخر عن
هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويعطيه اسم
الحرية.!!


وليست الحرية أن تكسر قواعد المرور. وتقول أنا حر
أسير كيفما أشاء!! فهذه ليست حرية. إنما هي استهانة بالنظام العام...



وفي بعض بلاد الغرب لبس الفساد. والشذوذ
الجنسي. وإدمان المخدرات ثياب الحملان. وتسمي باسم

الحرية الشخصية..


وفي بعض البلاد لبس الإلحاد والانحراف الديني
والمذهبي ثياب الحملان أيضا. وتسمي باسم الحرية الدينية وحرية العقيدة!! حتى أن
بعضهم اعتنق عبادة الشيطان. وبني له بيوتًا للعبادة والممارسات.. وطالب الدولة
بحمايتها. باسم الحرية!!


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


كذلك قد تلبس

الشهوة الجسدية ثياب الحملان. وتتسمي باسم الحب!


والحب كلمة جميلة في معناها السامي تنال توقير
الجميع...


ولكن هل كل ما يسمونه حبًا. هو حب في حقيقته؟!
ألا يجوز أن خطية ما تخشي أن تكشف عن حقيقتها الفاسدة. فتلبس ثياب الحملان وتتسمي
بهذا الاسم الجميل؟! ألا يحدث أحيانًا أن شابًا يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة
بالأخطاء الواضحة الفاضحة. ويسمي هذه العلاقة خطأً باسم الحب. وهي بعيدة عنه كل
البعد!!


أتذكر أنني مرة في حديث صحفي سئلت عن الفرق بين
الحب والشهوة؟


فقلت إن الحب يريد دائما أن يعطي. والشهوة تريد
دائما أن تأخذ..


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


إن الذي يحب فتاة محبة حقيقية. المفروض فيه أن
يحب لها الخير.


فلا يسيء إلي عفتها وطهارتها. ولا يسيء كذلك إلي
سمعتها...


فإن أتلف عفة هذه الفتاة. وأفقدها بساطتها.
وأدخلها في خبرات خاطئة. وشغل عقلها. وضيّع وقتها أو مستقبلها. وعلّمها الكذب علي
أهلها. وعوّدها العمل الخاطئ في الخفاء.. فلا يصح أن يقول علي الرغم من كل ذلك إنه
يحبها..!


فالذي يحب. ينبغي أن يكون طريقه سليمًا وواضحًا.
ويعمل في النور وليس في الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفي في
داخلها ذئابًا خاطفة..


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


كذلك قد تلبس القسوة ثياب الحملان. وتتسمي
بالحزم..


فقد تعاتب أبًا قاسيًا يسوم أولاده ألوان العذاب.
فيبرر موقفه بأنه ليس قاسيًا. وإنما هو حازم! ويطلق علي معاملته الفظة الخشنة
لأبنائه اسم التأديب أو التربية! ويقول عن عنفه في تربية أبنائه إنها حفظ لهم حتى
لا يخطئوا! بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية. وقد تأتي بعكس ما
يريد. وتغرس في نفوس الأبناء

الكبت والشعور بالظلم. والرغبة في الانطلاق من هذا البيت.. ولكنها ثياب الحملان
التي يحاول بها الأب إخفاء وحشيته وقسوته!


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وثياب الحملان قد تدخل أحيانًا في بعض مجالات
النصب علي عقول بعض البسطاء أو غير المتعلمين. وبخاصة في الأرياف..


ہ وربما يدخل في هذا المجال المشتغلون بقراءة
الكف "باعتباره علمًا" أو بقراءة الفنجان. أو بضرب الرمل ووشوشة الودع. أو بمعرفة
البخت عن طريق النجوم. أو طريق البندول. وغير ذلك من الغيبيات.. وتسمية كل ذلك باسم
الموهبة. أو الفراسة. أو النبوة وإدعاء معرفة المستقبل. وكلها ثياب حملان تخفي
مجموعة من الإدعاءات..


ہ ويدخل في مجال استغلال بساطة الناس: المشتغلون
بالسحر و"العمل"! وإشعار بعض اليائسين والحائرين. بأنه قد عُمل لهم عمل يحتاج إلي
فكه. أو إلي حجاب يحجب الشر عنهم. أو إلي الاتصال بالأرواح أو بالجن للتفاهم في هذا
الأمر. وكل اتصال له أجره!


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


قتل الأخت الخاطئة قد يلبس أيضا ثياب الحملان.
تحت عنوان غسل شرف العائلة. ومحو العار عنها..


وأيضًا الانتقام لقتل الأب أو الأخ بقتل قاتله.
يلبس ثوبًا آخر من ثياب الحملان. ويعتبر لونًا من القوة وكرامة الأسرة. وقديمًا في
أيام الجاهلية كانوا يجدون أحد ثياب الحملان يغطون به وأد البنات.. وجرائم كثيرة
كانت تستتر وراء قوة الشخصية. وكان يبررها الذين مارسوا الحكم الاستبدادي
والديكتاتوري أمثال هتلر في ألمانيا. وأيضًا روبسبير وشركائه بعد الثورة الفرنسية
في أواخر القرن الثامن عشر.


وبعض جرائم القذف والسب العلني تحاول أن تأخذ اسم
حرية الصحافة. والاجتماعات الثورية قد تأخذ اسم الحرية السياسية وسب المرشحين
لبعضهم البعض في الانتخابات تلبس ثوب الديمقراطية!!


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


ومن ثياب الحملان المشهورة. ثوب آخر اسمه الفن:



وكلمة الفن محبوبة من الجميع. ومن فروعها الفنون
الجميلة وكل ما تشتمل عليه. ولكن "فنونًا" أخري ليست جميلة تنتحل هذا الاسم أيضًا!



فهناك نوع من الرقص الخليع يسمونه أيضا فنًا.
وكذلك بعض التماثيل والصور العارية التي تخدش الحياء تدخل في نطاق الفن. وعروض
عديدة من الإباحية. ومن الأغاني العابثة. ومن الروايات المثيرة. تسمي أيضًا فنًا.
وكلها تنطوي داخل ثياب الحملان. وإن رأي أن ينتقدها. يتهمونه بأنه يحارب الإبداع
الفني!


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وما أكثر الأسماء المستعارة التي تلبسها أخطاء
الناس:


ويعوزني الوقت في هذا المقال أن أتحدث عنها
بالتفاصيل:


فالدهاء أو المكر أو الخبث. قد يتسمي بالذكاء أو
بحسن التصرف!
والإسراف قد يأخذ اسم الكرم. والتهكم أو المزاح الرديء. قد يتسمي باسم خفة الروح!
والشتيمة والانتقاد المرّ والكلام الجارح ضد سياسات القادة. يسمونها كلها باسم
الإصلاح.. والتعصب الرديء قد يأخذ اسم الغيرة المقدسة والتمسك بالدين. وأحيانًا يسمي
الكذب بالكذب الأبيض لإخفاء حقيقته. والملابس الخليعة قد تأخذ اسم الموضة. وقد
تختفي الرشوة تحت اسم الهدية. وتختفي السرقات تحت شكليات رسمية لا ترضي الضمير..
إلي آخر هذه الأنواع.


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


وثياب الحملان قد يلبسها البعض في معاملاتهم
للآخرين:


فقد يسلك إنسان بأسلوب من التملق والنفاق. فإن
عاتبته علي ذلك. يقول لك إن هذا لون من السياسة. أو من الحكمة. أو كسب الأصدقاء!
بينما يستطيع أن يصل إلي ذلك بغير تملق.
وقد يدسّ شخص عند رئيسه في حق زملائه. ويسمي الدس والوقيعة بأنه إخلاص منه لرئيسه
وللصالح العام! وما هو إلا من ثياب الحملان.


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


ومن ناحية أخري. قد يلبس ضعف الشخصية ثوب الطيبة
والوداعة:


وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده. وقد يتلف
رئيس أو مدير كل الهيئة التي تحت إدارته. لكونه يسلك بتساهل معيب يسميه الوداعة!
والمفروض أن يكون الإنسان لطيفًا في غير ضعف. وحازمًا في غير عنف. وقد يعاقب ويكون
طيب القلب في معاقبته. كما قد يعفو ويكون حازمًا خلال عفوه... وهكذا تكون الشخصية
المتكاملة..


كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


ليتنا إذن نواجه الحقائق عارية وصريحة. ولا نسمي
الأمور بغير أسمائها. لكي نستطيع أن
نصحح أنفسنا من الداخل. ويصلح المجتمع الذي نعيش فيه.. أما ثياب الحملان فإنها
تحاول أن تخفي العيوب دون إصلاحها..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:24 pm

كتب قبطية




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث





28- الشهوة
والخوف








ما هي شهواتك في الحياة؟ وهل أنت
عبد لشهواتك، أم أن شهواتك طوع يديك، تحت سيطرة حكمة مقدسة؟ هل في شهواتك تستشعر
خوفًا. أريد أن أحدثك في هذا المقال عن الشهوة والخوف.


الإنسان العادي تقوده شهوته:


وإذا استبدت به الشهوة
تستطيع أن تخضع لها عقله وضميره، وتستطيع أن تتمرد على جميع أحبائه ومشيريه،
وتبقى الشهوة وحدها، وتصير إرادة هذا الإنسان ذليلة أمام شهوته.. لا يسمع لصوت
عقله، ولا يسمع لصوت ضميره، ولا يسمع لصوت أحبائه ومشيريه ومرشديه، إنما ينقاد
لشهوة قلبه..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Alfred-Stevens-1823-1906-A-Stormy-Night

St-Takla.org Image:
Alfred Stevens - 1823-1906, A Stormy Night
صورة في موقع الأنبا تكلا:
ليلة عاصفة: الفنان ألفريد ستيفنز، 1823-1906

وتتنوع الشهوات التي تقود
الإنسان:


هناك إنسان تقوده شهوة
الجسد، وأخر تقوده شهوة
المال، وثالث تقوده شهوة الشهرة أو شهوة العظمة، ورابع
تقوده شهوة التسلط علي الآخرين، وخامس تقوده شهوة الانتقام. إلخ وهناك شهوات جيده قد
تقود الإنسان أيضا مثل شهوة العلم، أو
الرياضة، أو
الموسيقي. ولكن عيب أمثال
هذه الشهوات يكمن في عدم التوازن، إذا سيطرت علي الوقت أو العاطفة علي حساب
أمور أخري هامة.


وشهوات الإنسان قد
تمثل نقطة ضعف فيه،
وبخاصة إذا عرفت عنه، فيستطيع
الغير أن يحرموه منها فيتعبوه. ولذلك فقد يضعف الإنسان أمام شهواته ومن أجل
استبقائها أو من أجل تحقيقها قد يلجأ إلي طرق خاطئة كالتملق
والرياء والمداهنة،
وربما يلجأ إلي الكذب أو الخداع أو التحايل ليحقق شهوة ما.


والشهوة قد يتبعها الخوف
أحيانًا: إذ يخاف
الإنسان من عدم تحقق شهوته، وإن كانت قد تحققت وأصبح يعيش فيها، فإنه قد يخشى
ضياعها أو عرقلة طريقها بسبب من الأسباب. ولذلك حسنًا قال
القديس أوغسطينوس:


(جلست على قمة العالم، حينما
أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا)


حقًا، إن الإنسان الذي لا يشتهي
شيئًا، لا يمكن أن يخاف إذ لا يوجد شيء يحرص عليه أو يخشى عليه من الضياع (اقرأ
مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة
والمقالات).. وما أجمل ما قاله أحد القديسين في ذلك: (خير الناس من لا يبالي بالدنيا في يد من كانت)..



ومن هناك كان الزهد أحد
العوامل الأساسية في القضاء على
الخوف. إن الإنسان الزاهد لا يخاف موتًا ولا
سجنًا ولا إيذاءً، ولا حرمانًا من مشتهيات العالم، ولا أي تهديد من أي نوع. لأنه
قد زهد كل شيء، ولم يعد يحرص على شيء يخشى أن يضيع منه..


والشهوات قد تكون شهوات
عالمية، أو شهوات مقدسة. الشهوات العالمية قد وقف منها
الكتاب المقدس موقفًا
حاسمًا في الآية المقدسة التي تقول (لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في
العالم، لأن العالم يبيد وشهوته معه).
وذكر الكتاب أيضًا أن شهوات العالم تتركز في (شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم
المعيشة)


ولما كان الإنسان لا يمكن
أن يعيش بدون رغبة، لذلك كان على
الرجل الحكيم أن يتحكم في شهواته، إن
الإنسان
الجاهل، أو الإنسان الخاطئ، أو الإنسان الضعيف، تتحكم فيه شهواته. أما البار
فيسيطر على جميع رغباته، ولا يستسلم إطلاقا لشهوة خاطئة، ولا يجعل إرادته تخضع
لأية رغبة ضد مشيئة الله.


والرجل الحكيم لا ينتظر
حتى تضغط عليه الشهوة، ثم بعد ذلك يقاومها، بل هو يتجنب هذه الشهوات من بعيد.
أنه يسد أمام نفسه الطريق الذي تصل منه هذه الشهوات.. يبعد عن جميع المثيرات
والمعثرات، ويتجنب العوامل الخارجية التي تغرس الشهوة في نفسه.. يبعد عن
القراءات الخاطئة، والسماعات الخاطئة
والصداقات الخاطئة، والمناظر الخاطئة.



وفي نفس الوقت يقوى محبة
الله ومحبة
الفضيلة في
قلبه، حتى تكون له حصانة داخلية، تصد عنه كل الحروب
الخارجية التي تحارب القلب.


إن شهوة الخير أقوى من
شهوة الشر. والرجل
البار يصد شهوة بشهوة. شهوة الخير هي شهوة الروح. وشهوة الروح قوية جدًا إن
كانت صادقة وعميقة. كما أن شهوة الروح تسندها المعونة الإلهية. إذا اشتهت الروح
خيرًا، نجد أن
الله يؤيدها بكل قوة. إن الإنسان البار في شهواته المقدسة وفي
محاربته للخطية لا يقف وحده. بل يسنده الله بنعمته، وتسنده
الملائكة وأرواح
القديسين..


والشهوة الروحية لا تعرف
خوفًا. الإنسان الروحي في محبته لله ومحبته للفضيلة لا يخاف، لأنه يشعر
بقوة الله معه ويشعر باطمئنان داخلي سببه راحة الضمير وثقة القلب..


إنما قد يخاف الإنسان الذي
يسلك في الفضيلة خوفًا من الله وليس حبًا للفضيلة.
الذي يسلك في البر خوفًا من
العقوبة، هنا أو في العالم الآخر، وليس اقتناعًا بهذا البر وحبًا له. وليس هذا
هو طريق الكمال، إنما قد تكون هذه مجرد بداية تحتاج إلى أن تتعدل وتتطور في
الطريق.


إننا نريد أن يصل كل
إنسان إلى المستوى الروحي الذي فيه يحب الخير ويحب القداسة، ولا يجد صعوبة في
السير في طريق الله، بل يجد في طريق الله لذة أقوى من محبة العالم كله.



ونريد الشخص الذي يرفض
الخطية ولا يندم على رفضه لها، ولا يشعر انه خسر شيئًا أو ضحى بشيء من أجل
الله..


نريد الشخص الذي يشعر
أنه
يحقق وجوده الحقيقي بمحبة الله وبالثبات فيه. ولا يري إطلاقًا أن محبة الله
ستحرمه من ملاذ أخرى يشتهيها. كلا، أن طريق الله ليس فيه حرمان، إنما فيه سمو.
إنما يشعر بالحرمان الشخصي الذي يشتهى الخطية، ويرى أن الله يمنعه عنها.
فيتضايق من الله عدوًا له، ويقاوم الله.. مثل الوجوديين الملحدين الذين يظنون
أن وجود الله يلغى وجودهم هم. فمن الخير لهم أن الله لا يوجد، لكي يتمتعوا هم
بالوجود!!!


هؤلاء قد أخطأوا
المفهوم الصحيح للوجود.. ما هو هذا الوجود؟ هل هو
الاستغراق في اللذة؟! هل هو تحقيق الشهوات أيا كانت خاطئة؟! هل هو السير في
طريق الحرية المطلقة، أي أن تسير النفس حسب هواها دون مراعاة أية مثل أو مبادئ؟!



إن الحرية الحقيقية هي
تحرير النفس من الداخل، تحررها من الشهوات ومن الخوف..
وعند ذلك سيكون هواها هوى
مقدسًا، وستكون لذتها في الله وفي وصاياه، وفي طريق البر والخير. وعندئذ ستحقق
وجودها الحقيقي، وجودها المثالي الذي يضمن لها وجودًا في
الأبدية السعيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:25 pm
















كتب قبطية





كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث







29- التداريب
الروحية











حدثتكم في المقالات السابقة
عن بعض الفضائل. أما في هذا المقال
فأود أن أتحدث عن ممارسة تلك
الفضائل.. وفي رأيي أن الممارسة تأتى عن طريق
التداريب الروحية.


الذي يريد أن يصل إلى الله،
ينبغي أولًا أن يعرف الطريق الموصل إليه، ولكن المعرفة وحدها لا تكفى.. يجب أن
يكمل الإنسان الطريق الواصل من المعرفة إلى الممارسة.


ماذا يفيدك إن عرفت كل
المعلومات عن
الفضيلة، وأنت لا تسلك فيها؟!
أو ماذا تستفيد إن عرفت كل
المعلومات عن
الله، وأنت غير ثابت فيه؟! إن المعرفة وحدها ربما تقود إلى
الدينونة. لأن الكتاب يقول"
الذي يعرف أكثر، يطالب بأكثر". ولكن ليس معنى هذا أن الجهل أسلم؛
فالقديس
أوغسطينوس يقول: إن هناك فرقًا كبيرًا بين الجهل ورفض المعرفة. إن الذي يرفض أن
يعرف، يدان أمام الله على رفضه للمعرفة، أو على عدم سعيه إليها إن كان ذلك في
إمكانه..


يبدأ الإنسان بمعرفة طريق
الله، إما عن طريق القراءة أو السماع أو
القدوة الصالحة أو صوت الضمير. ويتطور
من المعرفة إلى الاقتناع، ثم إلى الرغبة والحماس، ثم إلى التنفيذ..










كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Thomas-Eakins-1844-1916-Elizabeth-at-the-Piano

St-Takla.org Image:
Thomas Eakins (1844-1916) - Elizabeth at the Piano
صورة في موقع الأنبا تكلا:
الرسام توماس إياكينز: 1844-1916: اليزابيث تتدرب على البيانو

إن البعض قد يقرأ عن
الفضيلة، ويعجب جدًا بما يقرؤه، وقد يقتنع به، وقد يتحدث عنه، وقد يعظ به..
ولكنه يقف عند هذا الحد، ويبقى الحديث عن الفضيلة مجرد أفكار تعيش خارج حياته..
فكيف يمكنه أن يحول هذه المعلومات إلى حياة؟ اقترح لذلك فكرة التدريبات
الروحية..



والتداريب الروحية معناها أن
الإنسان بدأ مرحلة جديدة وهى تدريب نفسه عمليًا على الفضيلة،
أو تدريب نفسه على ترك خطية معينة، أو محاربة عادة خاطئة عنده أو أي عيب يراه
في سلوكه. أو قد يدرب ذاته على معالجة ضعف معين في علاقته مع الله أو مع
الناس..


بهذه التدريبات تتحول
المعلومات الروحية إلى حياة، ويتحول الاقتناع النظري إلى سلوك عملي وتتحول وصية
الله إلى طبع في الإنسان.


وبهذه التدريبات يواجه الإنسان
ذاته، ويواجه الواقع، ويدخل في حرب روحية مع نفسه، ويحاول أن يخضعها للحق
والبر.. ويعرف أيضًا العوائق التي تعترض طريقه الروحي..


وسنحاول أن نأخذ مثالًا عمليًا
ونحلله، لنفرض أن إنسانًا اكتشف في نفسه أنه إنسان سريع
الغضب، وأراد أن يدرب
نفسه على
الهدوء
والوداعة. فماذا يفعل؟


ينبغي أولًا أن يكون
مقتنعًا بفائدة هذا التدريب وعازمًا على السير فيه.


من أجل هذا عليه أن يضع أمامه
أضرار الغضب، وجمال الطبع الوديع الهادئ، ويستعرض أمامه بعض أقوال
القديسين في
ذلك، ولا مانع من أن يقرأ بعض السير الجميلة التي تحببه في فضيلة الوداعة.
ويقنع نفسه أيضًا بتذكر ما جره على نفسه من قبل نتيجة لغضبه..


بعد ذلك يراقب نفسه
ويحاسبها. وفي
كل مرة يحاربه الغضب يذكر نفسه بالتدريب (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا
في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولا مانع من أن تكون له كراسة خاصة
بالتدريبات (أو نوتة) يسجل فيها ما يحدث له بخصوص هذا التدريب. فإن نجح في
تدريبه يشكر الله على ذلك، وإن فشل يحاول أن يحلل أسباب فشله.


يعرف مثلًا: مع من ثار
وغضب، ولأي سبب، وما هي الأخطاء التي وقع فيها أثناء غضبه. ويحاول أن يعرف هل
هذا الغضب كان أمرًا عارضًا، أم أن له عنصر الثبات. أقصد هل هو دائم الغضب مع
هذا الشخص بالذات، أو لهذا السبب بالذات؟ بحيث إذا اصطدم بنفس الشخص أو بنفس
السبب لا بد أن يغضب؟ ثم يسأل نفسه هل كان الغضب هو العلاج الوحيد للموقف، أم
كان ممكنًا أن يعالجه بطريقة أخرى؟ وهل هو قد تسرع في تصرفه؟ وهل كان ممكنًا
بشيء من التفكير أو بشيء من طول الأناة أن يسلك بطريقة أهدأ وأسلم؟..



إن محاسبة النفس هذه
وتحليل تصرفاتها، أمر لازم لكل إنسان يريد أن يعالج أخطاءه.


فإن وجد أنه مع إنسان معين لا بد
أن يخطئ، يحاول أن يتحاشى هذا الإنسان، ويتفادى الحديث معه أو الخلطة به أو
يحاول أن يحدد لنفسه سياسة حياله في المرات المقبلة حتى لا يفاجأ بنفس التصرف
منه فيغضب. أو يحاول أن يصلح شعوره من جهته..


كذلك عليه أن يعرف
الأخطاء التي يقع فيها أثناء غضبه ويدرب نفسه على تركها،
فإن كان في غضبه يرتفع صوته ويحتد، يدرب نفسه على الصوت المنخفض الخفيف، وإن كان
في غضبه تحتد ملامحه ونظراته ويتغير شكل وجهه، حينئذ يدرب نفسه على هدوء
الملامح. وإن كان في غضبه يستخدم الألفاظ الجارحة، يدرب نفسه على الألفاظ
الهادئة.. إلخ.


المهم أن يضع الإنسان
نفسه تحت مراقبة، وتحت توجيه خاص، ولا يترك نفسه على حريتها تتصرف كما تشاء دون
حساب ودون تعديل للاتجاه الخاطئ.


الإنسان الذي يستخدم
طريقة التدريبات الروحية هو إنسان ساهر على خلاص نفسه، مهتم بنقاوة قلبه. وهو
أيضًا إنسان لا يجامل ذاته، ولا يدعي أنه بغير خطية.


كلنا نخطئ. وعلينا أن نلتفت إلى
أخطائنا فنعرفها ونعالجها.


ويمكن أن يكون التدريب
الروحي
تحت إرشاد روحي يقود ويوجه. وعلى أية الحالات فإن الإنسان الذي يدرب نفسه
باستمرار، سيأتي عليه وقت يصبح فيه خبيرًا بالحياة الروحية وبالمحاربات
الروحية، بل يصبح أيضًا خبيرًا بالنفس البشرية وبما يتفاعل فيها من مشاعر
وأحاسيس وأفكار.. ويمكنه بطول الخبرة أن يصلح لإرشاد غيره..


إن الدين ليس مجرد
معلومات يتلقاها الإنسان بل هو حياة. فما أسهل أن يتحول الشخص إلى دائرة معارف،
ويبقى فارغًا من الداخل.. أما الدين فهو الوسيلة التي تقودنا إلى حياة الكمال.
لذلك يقول لنا الرب في الإنجيل: "الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة"..



لذلك فإن المعرفة
الدينية يجب أن تكون مجرد وسيلة توصيل إلى الحياة الفضلى. ولهذا
لا يصلح كل إنسان لتدريس الدين. فالدين ليس مجرد علم.. إننا نريد أن نصل إلى
الوضع الذي يصبح فيه مدرس الدين عبارة عن وسيلة إيضاح لجميع الفضائل، ويصبح فيه
المدرس هو نفسه الدرس هو القدوة العملية والمثال العملي الذي يتعلم منه الناس،
فلا يصير واعظًا بل عظة..


وعلى كل إنسان يسمع عن
الفضيلة
أو يقرأ عنها، أن يأخذها
مجالًا للتدريب
العملي، ويبذل في اقتنائها كل جهده.
مصليًا في كل حين أن يعطيه الرب قوة على السير في طريقة، وعلى
النجاح فيما يدرب
نفسه عليه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:27 pm

كتب قبطية




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث





30- بين الصمت
والكلام








كثيرًا ما يتحير الإنسان:
أيهما أفضل: أن يصمت أم أن يتكلم؟ وهكذا عليه أن
يحدد موقفه بين الصمت والكلام.


فضيلة الصمت:


نلاحظ أن غالبية القديسين
قد فضلوا الصمت، واضعين أمامهم قول الحكيم: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية".
وفى ذلك قال القديس أرسانيوس
-معلم أولاد الملوك-
عبارته المشهورة:


"كثيرًا ما تكلمت
فندمت.. وأما عن سكوتي، فما ندمت قط".


و من أجل هذا صلى داود النبي
قائلًا: "ضع يا رب حافظًا لفمي، بابًا حصينًا لشفتي".. وقال الوحي الإلهي:
"الاستماع أفضل من التكلم".




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Whistler-James-Abbott-McNeill-1834-1903-Arrangement-in-Grey-and-Black

St-Takla.org Image:
James Abbott McNeill Whistler: ngement in Grey and Black, the Artist's Mother
صورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة الرسام جيمز أبوت ماكنيل ويستلر: تنويعات من الرصاصي والأسود: صورة أم
الفنان
و ما أكثر ما تحدثت الكتب
الروحية عن: "فضيلة الصمت"
ودعت إليها، لكيما يتخلص بها الإنسان من أخطاء الإنسان وهى
عديدة..


منها
الكذب والمبالغة، وكلام الرياء والتملق والنفاق. ومنها التهكم، والكلام الجارح،
والسب واللعن والإساءة إلى الآخرين، والتحدث بالباطل في سيرة الناس. ومنها
الافتخار بالنفس
والتباهي ومدح الذات
(اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة
والمقالات). ومنها الكلام البذيء، والقصص والفكاهات
الخليعة، وكلام المجون. ومن أخطاء اللسان أيضًا: التجديف، وكلام الكفر،
والتذمر على
الله. ومنها التعليم الخاطئ، والضلالة والبدع.


ومن أخطاء اللسان أيضًا
الثرثرة. لأن الله لم يخلق اللسان فينا لكي يتكلم عبثًا بلا فائدة. لكل هذا فضل
القديسون الصمت..


ليس فقط، لكي يبعدوا عن
أخطاء اللسان، إنما أيضًا لكي يتيح لهم الصمت فترة للصلاة والتأمل..



لأن الإنسان لا يستطيع أن يتكلم
مع الله والناس في الوقت نفسه. لهذا قال
الشيخ الروحاني:


(سكِّت لسانك، لكي يتكلم قلبك).



وقال مار إسحق: (كثير الكلام
يدل على أنه فارغ من الداخل)، أي أن قلبه فارغ من مناجاة الله، فارغ من العمل
الروحي في التأمل
والصلاة..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3


كلام المنفعة:



يبقى بعد كل هذا سؤال هام
وهو:


هل كل صمت فضيلة؟



و هل كل كلام خطيئة؟


كلا، طبعًا، فقد قال داود
النبي في المزمور: "فاض قلبي بكلام صالح". إذن هناك كلام نافع ومفيد، وذلك
حينما نتكلم بالصالحات.


إن الصمت حالة سلبية، بينما
الكلام حالة إيجابية.


و إنما يدرب الناس أنفسهم على
الصمت، حتى يتدربوا على الكلام النافع. الصمت إذن هو وضع وقائي يحمينا إن كنا
نتكلم بدافع بشرى.


أما إن كان الله هو
الذي يفتح شفاهنا، وهو الذي يضع كلامًا في أفواهنا، فحينئذ يكون كلامنا
–لا صمتنا–
هو العمل الفاضل.


كان
السيد المسيح يتكلم،
والناس "يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه".
والشهيد اسطفانوس
تكلم فأفحم المجامع الخاطئة
"
ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به". وقد قال سليمان
الحكيم: "فم الصديق ينبوع حياة".


وقد كان حكماء العالم يجوبون
البر والبحر، لكي يسمعوا كلمة منفعة من المتوحدين والنساك في براري
مصر
وقفارها..


كلام المنفعة هذا، هو
كلام من الله يضعه في أفوه أحبائه، ليبلغوه للآخرين، هادئًا كان أم شديدًا.


و من
كلام المنفعة:
كلمة النصح لمن يحتاج إليها،
وكلمة العزاء لقلب حزين، وكلمة التشجيع لناشئ أو ليائس، وكلمة التعليم لبناء
النفوس، وكلمة الله للهداية والإرشاد، وكلمة البركة، وكلمة الحق وكلمة
الحكمة..
الخ.


نسأل سؤالًا بعد هذا، وهو: إن
كان الكلام هكذا نافعًا في بعض الأوقات.


فهل يمكن أحيانًا أن
يعتبر الصمت خطيئة، تمامًا كما يحسب الكلام الشرير خطيئة؟ وهل يمكن أن ندان على
صمتنا، كما ندان على كلامنا!


نعم، أحيانًا ندان على
صمتنا..


إن لكل شيء تحت السماء
وقتًا. وقد قال سليمان الحكيم: "للسكوت وقت، وللتكلم وقت". فإن كان للتكلم وقت،
فلا شك أننا ندان إذا صمتنا فيه.


فالبار لا يتكلم حين
يحسن الصمت. ويصمت حين يحسن الكلام.


إنما يعرف متى يتكلم، وكيف
يتكلم. ويضع لكلامه هدفًا نافعًا روحيًا. وقد قال الحكيم: "تفاحة من ذهب، في
مصوغ من فضة، كلمة مقولة في موضعها".


وكثيرًا ما أمر الله الناس
بالكلام، فكان يرسلهم أحيانًا للإنذار، وأحيانًا للتبشير، وأحيانًا لإعلان حقه
بين الناس.


إن الله لا يكلم الناس
مباشرة، وإنما يكلمهم عن طريق أحبائه من البشر. هو يريدنا أن نعلن وصاياه
للناس، وقد طلب إلينا أن نكون شهودًا له على الأرض..


فإن صمتنا عن الشهادة
للحق، ندان على صمتنا.


و إن صمتنا، وبصمتنا أعطينا
مجالًا للباطل أن ينتشر وأن ينتصر فإننا ندان على صمتنا.


و إن قصرنا في إنذار البعض،
فأضر بنفسه أو بغيره، ندان أيضًا على صمتنا.


فإن
رأيت إنسانًا يسقط في حفرة وهو لا يدرى، هل تقول إن الصمت فضيلة أم تحذره؟!
وإذا لم تحذره، ألا تدان على صمتك، ويطالبك الله بدم ذلك الإنسان؟


بهذا يكون هناك واجب على
الرعاة أن يتكلموا، وواجب مثله على
الآباء والأمهات، وعلى القادة الروحيين،
وعلى المعلمين، وعلى كل من هو في مسئولية.. كل هؤلاء كلفهم الله أن يقولوا كلمة
الحق، وأن يشهدوا لوصاياه في العالم.. ومثل هؤلاء يكون كلامهم أفضل من الصمت.



فليعطنا الرب أن نعرف
كيف ومتى نتكلم. وليعطنا الكلمة التي تتفق ومشيئته الصالحة، والتي يعمل فيها
روحه القدوس فلا ترجع فارغة، بل تثمر ثمرًا في قلوب الناس.
ويرى الرب ثمار هذه الكلمة فيفرح
وتفرح
ملائكته، ويكون هو الذي تكلم وليس نحن.. وليتمجد الرب في صمتنا وفي
كلامنا، له المجد إلى الأبد
أمين.




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Divider-3




المقال مع بعض التعديلات نُشِر مرة أخرى في وقتٍ لاحق
في جريدة الأهرام يوم 1 يناير 2012









أيهما أفضل‏:‏ الصمت أم الكلام




نلاحظ أن غالبية قديسي البرية
قد فضلوا الصمت. واضعين أمامهم قول سليمان الحكيم: كثرة الكلام لا تخلو من
معصية. وفي ذلك أيضا قال القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك عبارته المشهورة:
كثيرا ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي فما ندمت قط.

من أجل هذا صلي داود النبي
قائلا: ضع يا رب حافظا لفمي, بابا حصينا لشفتي. وقال الوحي الإلهي: الاستماع
أفضل من التكلم.

وما أكثر ما تحدثت الكتب
الروحية عن فضيلة الصمت, ودعت إليها, وذلك لكي يتخلص بها الإنسان من أخطاء
اللسان وهي كثيرة: منها الكذب, والمبالغة, وكلام الرياء والتملق والنفاق, ومنها
التهكم والكلام الجارح, والسب واللعن والإساءة إلي الآخرين. والنميمة, والتحدث
بالباطل في سيرة الناس. ومنها الافتخار بالنفس, والتباهي ومدح الذات. ومنها
الكلام البذيء, والقصص والفكاهات الخليعة. وكلام المجون ومنها أخطاء الإنسان في
حق الله, كالتجديف, وكلام الكفر, والتذمر علي الله, ومنها التعليم الخاطيء,
والضلالة والبدع.

ومن أخطاء اللسان أيضا
الثرثرة. ذلك لأن الله لم يخلق اللسان عبثا, لكي يتكلم بلا فائدة.

لكل هذا فضل القديسون الصمت...
ليس فقط لكي يبعدوا عن أخطاء اللسان, إنما أيضا لكي يتيح لهم الصمت فترة للصلاة
والتأمل. ذلك لأن الإنسان لا يستطيع أن يتكلم مع الله والناس في الوقت نفسه.
لهذا قال الشيخ الروحاني: سكت لسانك, لكي يتكلم قلبك وقال مار إسحق: الشخص
الكثير الكلام, يدل علي أنه فارغ من الدخل أي أن قلبه فارغ من مناجاة الله,
وفارغ من العمل الروحي للتأمل والصلاة.

كلام المنفعة:

يبقي بعد كل هذا سؤال مهم وهو:

هل كل صمت فضيلة؟ وهل كل كلام
خطيئة؟!




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Talk-Face-Talkative


كلا طبعا, قال داود النبي في
المزمور: فاض قلبي بكلام صالح. إذا هناك كلام نافع مفيد. وذلك حينما نتكلم
الصالحات.

إن الصمت حالة سلبية, بينما
الكلام حالة إيجابية.

وإنما يدرب الناس أنفسهم علي
الصمت, حتى يتدربوا علي الكلام النافع, الصمت إذن هو وضع وقائي, يحمينا إن كنا
نتكلم بدافع بشري.

أما إن كان الله هو الذي يفتح
شفاهنا, وهو الذي يضع كلاما في أفواهنا, فحينئذ يكون كلامنا ـ لا صمتنا ـ هو
العمل الفاضل.

كان السيد المسيح يتكلم,
والناس يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه والشهيد استفانوس تكلم, فأفحم
المجامع الخاطئة ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به.

وقد قال سليمان الحكيم: فم
الصديق ينبوع حياة وقد كان عظماء الناس يجوبون البر والبحر, لكي يسمعوا كلمة
منفعة من المتوحدين والنساك في براري مصر وقفارها.
كلام المنفعة هذا هو كلام من الله يضعه في أفواه أحبائه ليقدموه للآخرين, هادئًا
كان أم شديدًا.

ومن كلام المنفعة: كلمة النصح
لمن يحتاج إليها. وكلمة العزاء لقلب حزين. وكلمة التشجيع ليائس أو لأحد
الناشئين. وكلمة التعليم لبناء النفوس. وكلمة الحق للهداية والإرشاد. وكلمة
البركة, وكلمة الحكمة.

نسأل سؤالا بعد هذا, وهو: إن
كان الكلام هكذا نافعا في بعض الأوقات. فهل يمكن أحيانًا أن يعتبر الصمت خطيئة,
تماما كما يحسب كلام الشرير خطيئة؟! كما
ذكرنا أيضًا هنا في

موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
وهل يمكن أن ندان علي صمتنا, كما ندان علي كلامنا في بعض الأوقات؟!

نعم أحيانا ندان علي صمتنا.

إن لكل شيء تحت السموات وقتا.
وقد قال سليمان الحكيم: للسكوت وقت, وللتكلم وقت.

فإن كان للتكلم وقت فلا شك
أننا ندان إذا صمتنا فيه.

الإنسان البار لا يتكلم حين
يحسن الصمت. ولا يصمت حين يجب الكلام. إنما يعرف متى يتكلم وكيف يتكلم. ويضع
لكلامه هدفا روحيا. وقد قال الحكيم: تفاحة من ذهب, في مصوغ من فضة, كلمة مقولة
في موضعها.

وكثيرا ما أمر الله الناس
بالكلام, فكان يرسلهم أحيانا للإنذار, وأحيانا لإعلان حقه بين الناس.

إن الله لا يكلم البشر مباشرة
وإنما يكلمهم عن طريق خدامه من البشر هو يريدنا أن نعلن وصاياه للناس. وقد طلب
منا أن نكون شهوده علي الأرض.

فإن صمتنا عن الشهادة للحق,
ندان علي صمتنا. وإن صمتنا, وبصمتنا أعطينا مجالا للباطل أن ينتشر وأن ينتصر,
فإننا ندان علي صمتنا.

وإن قصرنا في إنذار البعض,
فأضر بنفسه أو بغيره, فحينذاك ندان أيضا علي صمتنا.

إن رأيت إنسانا يكاد يسقط في
حفرة وهو لا يدري, هل تقول وقتذاك إن الصمت فضيلة أم تحذره؟! وإن لم تحذره, ألا
تدان علي صمتك, ويطالبك الله بدم ذلك الشخص؟!

لهذا يكون هناك واجب من الرعاة
والقادة أن يتكلموا وواجب مثله علي الآباء والأمهات, وعلي المعلمين وعلي كل من
هو في مسئولية... كل هؤلاء عليهم أن يقولوا كلمة الحق, وأن يشهدوا لوصايا الله
في العالم... ومثل هؤلاء يكون كلامهم في قول الحق أفضل من الصمت.

فليعطنا الرب أن نعرف كيف ومتى
نتكلم, وليعطنا الكلمة التي تتفق ومشيئته الصالحة... ولا ترجع فارغة. بل تثمر
ثمرا في قلوب الناس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:29 pm

كتب قبطية




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث





31- فوائد
النسيان








كثير من الناس يشكون من أنهم
ينسون، ويسألون باستمرار عن علاج للنسيان.. وحقًا إن للنسيان مساوئ كثيرة ومع
ذلك فلكي ننصفه، نقول إن هناك ولا شك فوائد للنسيان.


النسيان على أنواع. هناك
نسيان ضار ليس هو الذي نقصده في هذا المقال. فمن الخطأ طبعًا أن ينسى المرء
واجباته الدينية أو واجباته العالمية. ومن الخطأ أن ينسى عهوده ووعوده ومواعيده.
ومن الخطأ أن ينسى فضل الناس عليه أو ينسى بالأكثر إحسانات الله العديدة.. الخ.



على أن النسيان ليس كله شرًا،
لقد سمح
الله به من أجل نفع الإنسان وفائدته، لو أحسن الإنسان استخدامه.. فالإنسان الحكيم يعرف متى
ينبغي أن يذكر، ومتى ينبغي أن ينسى. فلا
ينسى حيث يجب التذكر، ولا يتذكر حيث يجب النسيان.. وسنحاول في هذا المقال أن
نشرح بعض المجالات التي يحسن فيها النسيان..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Whistler-Nocturne-Blue-and-Gold-Southampton-Water

St-Takla.org Image:
Painting by James Abbott McNeill Whistler, Nocturne Blue and Gold Southampton
Water
صورة في موقع الأنبا تكلا:
للفنان جيمز أبوت ماكنيل ويسلر: مشهد ليلي مع مياه ساوثامبتون الذهبية

فمن فوائد النسيان
مثلًا أن ننسي إساءات الناس إلينا.. ننساها لكي
نستطيع أن نصفح وأن نغفر. وننساها لكيلا يملك
الغضب على قلوبنا من جهتها..
ننساها لكي نهرب من شيطان الحقد ومن شيطان
الكراهية.


الذي ينسى أخطاء الناس إليه،
يمكنه أن يحب الجميع، ويملأ السلام قلبه من جهة الكل. ويستطيع أن يقابل كل
أحد ببشاشة، ولا يختزن في قلبه شرًا من جهة أحد.. لذلك إن أساء إليك أحد، لا
تحاول أن تسترجع في ذهنك إساءته إليك. ولا تجلس مع الناس وتحدثهم عما فعله بك
هذا المسيء.. لا تفكر في هذا الموضوع، ولا تتكلم فيه، لئلا يرسخ في ذاكرتك وفي
قلبك، ويتعبك..


ولا تنسى فقط أخطاء الناس،
إنما إنس أخطاءهم عمومًا.
لو تذكرت على الدوام أخطاء
الناس، لاسودت صورتهم في نظرك، ولعجزت عن أن تجد لك في الناس
صديقًا.. كل الناس
لهم أخطاء، ولو تذكرنا لكل واحد أخطاءه لما
استطعنا أن نتعامل مع أحد.. وربما يدخل الشك إلى قلوبنا من جهة الناس جميعًا..
وربما لا نستطيع نتكلم باحترام مع كل أحد..


إن الله لا يضع
أخطاءنا على الدوام أمام عينيه، فلنفعل هكذا مع الناس..
يقول لنا الإنجيل المقدس:
"بالكيل الذي به تكيلون، يكال لكم ويزاد". ليتنا إذن ننسى أخطاء الناس، لكي
ينسى الله أخطاءنا. وفي نفس الوقت الذي ننسى فيه أخطاء الناس، ينبغي أن نذكر
خطايانا الخاصة، لكي نصل إلى حياة الاتضاع.. قال
القديس الأنبا أنطونيوس: (إن
ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله)..



إذن اذكر خطاياك، وانس
خطايا غيرك..
فإن هذا يقودك إلى
الاتضاع وإلى
المحبة
(اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة
والمقالات).. أما
الإنسان المتكبر أو غير المحب
فإنه على العكس: دائمًا ينسى نقائصه الخاصة، ودائمًا يذكر أخطاء غيره. وقد
يتحدث عن خطايا الناس، ويتضايق إن تحدث الناس عن خطاياه.


كذلك من النسيان
النافع، أن تنسى فضائلك، أو تنسى الأعمال الحسنة التي شاءت نعمة الله أن تعملها
على يدك.. إن
عملت خيرًا أو إن عمل الله خيرًا بواسطتك، فالواجب عليك أن تنسى ما عملته. لا
تذكره، ولا تتذكره. لئلا يوقعك في هذا الأمر في
الإعجاب بالنفس أو في الكبرياء،
وأيضًا لكيلا تجلب لنفسك
مديحًا من الناس يضيع معه أجرك في السماء إذ تكون

حسبما يقول الإنجيل
– "
قد استوفيت خيراتك على الأرض"..


الذي يعمل خيرًا، عليه أن
يخفى الأمر، ليس عن الناس فقط، إنما حتى عن نفسه هو، بالنسيان.
وفى هذا يقول
السيد المسيح:
"وأما أنت فمتى صنعت صدقة، فلا تعرف شمالك ما تفعله يمينك. لكي تكون صدقتك في
الخفاء.
فأبوك الذي يرى في الخفاء، هو يجازيك علانية".. حقًا إن الذي يذكر
فضائله، أو يظهر فضائله، إنما يقع في الغرور ويفقد ثوابه.. لذلك إنس الخير الذي
تعمله، وإن ألح عليك الفكر في تذكره، أو أن تكلم الناس عنك فانسب ذلك إلى نعمة
الله وعمله لا إلى نفسك.


ومن فوائد النسيان، أن تنسى
المتاعب
والضيقات..


أحيانًا يكون التفكير في الضيقة
أشد إيلامًا وضررًا من الضيقة ذاتها.. اجعل الضيقات خارجك لا داخلك. لا تسمح
بدخول الضيقات في فكرك أو في قلبك لئلا تتعبك. حاول أن تنساها. وإن ألح عليك
الفكر ولم تستطع أن تنسى، حاول أن تنشغل
بالقراءة أو بالعمل أو بالحديث مع
الناس، لكي تنسى..


وعندما تنسى ضيقاتك ومتاعبك
وآلامك، ستدرك أن النسيان نعمة وهبها لنا الله.
وستشكر الله الذي جعلك تنسى..
أليس أن
الأطباء يقدمون للمرضى المتعبين بأفكارهم ومشاكلهم النفسية، أدوية لكي
تشتت تركيز أفكارهم فينسون.. وهكذا يحاول الإنسان أن يشترى النسيان بالطب
والدواء
والمال. مبارك هو الله الذي يهب النسيان مجانًا، لمحبيه..


إنس المتاعب إذن والهموم،
لأن تذكرها يجلب الأمراض النفسية والعصبية، وأمراضًا أخرى باطنية كثيرة.



من فوائد النسيان
أيضًا أن ينسى الإنسان المعثرات التي تجلب له الخطية.
فقد يقرأ شاب قصة بذيئة، أو يرى منظرًا خليعًا، أو يسمع
كلامًا مثيرًا.. وإن لم ينسى كل هذا، تظل هذه الأمور حربًا على فكره تضيع نقاوة
قلبه. ومن الخير له أن ينسى.


و قد يقع شاب في مشكلة عاطفية،
ويحاول من أجل راحة قلبه أن ينسى.. وإن استطاع يعترف أن النسيان نعمة عظيمة.



لذلك حاول أن تنسى كل
ما يعكر نقاوة قلبك..
لا تجلس وتفكر في أي أمر ينجس
ذهنك أو مشاعرك. إنما إن عبر شيء من هذه الأمور عليك لا تستبقيه ولا تعاود
التفكير فيه لكي تنساه.


ومن فوائد النسيان أيضًا أن
تنسى التافهات لكي تبقى في ذهنك الأمور الهامة النافعة لك ولغيرك..



تصوروا مثلًا لو أن إنسانًا تذكر
كل ما يمر عليه طوال يومه أو طوال أسبوع أو شهر من كل الأمور التافهة التي تختص
بالأكل والشرب وأحاديث الناس ومناظر الطريق وأيضًا كل القراءات وكل الإحداث،
مثل هذا الشخص لا تحتمل طاقة فكره أن تخزن المعلومات اللازمة له والأساسية..
لذلك يسمح الله أن ننسى التافهات لكي تبقى في ذهننا الأمور الهامة فقط.



تصور مثلًا إذا أردت
أن تصلى، وجاءت إلى ذاكرتك كل الأخبار والأحاديث التي عبرت عليك في يومك!!
هل تستطيع حينئذ أن تركز فكرك في الصلاة. كذلك
إن أراد أحد أن يذاكر درسًا، أو أن يكتب بحثًا، أو أن يناقش موضوعًا هامًا، أتراه
يستطيع ذلك وفي ذهنه كل التفاهات التي عبرت عليه في يومه. أليس من صالحه أن
ينساها؟! ولو إلى حين..


إن النسيان إذن عملية
غربلة حيوية تغربل في الذهن وفي الذاكرة جميع المعارف والمعلومات والمناظر
والسماعات والأخبار، فتستبقى منها النافع، وتترك ما لا يفيد..



حاولوا إذن أن تتحكموا في
ميزان ذاكرتكم، ولا تستبقوا فيها إلا كل ما يفيدكم.. أما الباقي فانسوه. فلمثل
هذا أوجد الله النسيان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
منتدايات يسوع بحر الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
منتدايات يسوع بحر الحب


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
عدد المواضيع : 14684
عدد المسهمات : 91016
السٌّمعَة : 2
تاريخ الميلاد : 13/08/1983
العمر : 41

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:31 pm

كتب قبطية




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث





32- المجد أم
الألم








يحتفل
المسيحيون اليوم بأحد
الشعانين أو ما يسميه الناس "أحد السعف" حيث
استقبل السيد المسيح في
أورشليم بسعف النخل وبأغصان الزيتون.



و في ذكرى اليوم نريد أن
نتأمل في نقطة روحية هامة عن أيهما نختار:



في ذلك اليوم دخل السيد المسيح
إلى
أورشليم، وكانت شهرته قد طبقت الآفاق كمعلم صالح بهت الناس من سمو تعاليمه،
وكصانع معجزات يشفى
المرضي، ويقيم الموتى، ويخرج
الشياطين، ويعمل ما لم يعمله
أحد من قبل. كما ذاعت شهرته كزعيم شعبي كبير استطاع أن يجمع القلوب من حوله
فالتفوا حوله في حب وإعجاب..


لذلك عندما دخل إلى
أورشليم استقبله الناس كملك، بسعف النخل وبأغصان الزيتون، وبالتهليل والهتاف،
وأرادوا تنصيبه ملكًا عليهم، لكي يخلصهم من حكم الرومان، ويقيم لهم مملكة قوية
ذات هيبة وسلطان، ويرجع لهم عظمة سليمان..




كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Www-St-Takla-org___Auguste-Rodin-Camille-Claudel

St-Takla.org Image:
Auguste Rodin sculpture - Camille Claudel
صورة في موقع الأنبا تكلا:
تمثال للفنان أوجوست رودان، كاميل كلوديل

ولكن
السيد المسيح رفض أن
يكون ملكًا، ورفض هذه المملكة الأرضية، إذ أراد تكوين مملكة روحية يملك فيها
الله على القلوب، لا مملكة أرضية ذات عرش وصولجان، وجنود وفرسان..



كان يعرف أن اليهود
يسيرون بتفكير عالمي علماني، سعيًا وراء السلطة والشهرة والنفوذ. وهو قد جاء
ليخلصهم ويخلص العالم من هذه النظرة المادية.. إنه لم يأت إلى العالم لكي يكون
ملكًا على اليهود يحقق لهم العالمية، بل على العكس يخلصهم من
الشهوات..



وإذ رفض المسيح فكرة الملك،
رفضه هؤلاء اليهود، وتآمروا لكي يقتلوه.. وهكذا رفض المسيح المجد، وفضل عليه
طريق
الألم..


فضل أن يكون مضطهدًا من
اليهود، عن أن يكون ملكًا عليهم (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع
الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. ولم يرد مطلقًا أن يشترك مع ذلك الشعب في
رغباته وفي شهواته.. حقًا ماذا يفيدهم الملك وهم بعيدون عن

الله، يأخذون من
الدين مظاهره ويتركون روحه، حتى وبخهم الله بقوله: "هذا الشعب يعبدني بشفتيه،
وأما قلبه فمبتعد عنى بعيد"!


لقد أراد المسيح أن
يطهر الناس ويقدسهم، لا أن يملك عليهم، أراد أن يحرر قلوبهم من الخطية، لا أن
يحررهم من الرومان الذين ملكوا عليهم نتيجة لخطاياهم..


ولكن اليهود كانوا بعيدين عن
هذا التفكير الروحي، بل لم يفكروا إطلاقًا في أرواحهم وخلاصهم، الأمر الذي كان
شغل المسيح الشاغل.


كل تفكيرهم كان منحصرًا
في الملك، وفي الملك وحده.. لذلك خابت آمالهم في المسيح الذي يحدثهم عن
الروحيات ويرفض الملك الأرضي.. وهكذا استقر رأيهم على أن يقتلوه.. وبدأوا في
التأمر عليه، من نفس ذلك اليوم الذي اختاروه فيه ملكًا!!! وهكذا رفضوه.. فقيل
عنه..


"إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله". "النور أضاء في الظلمة،
والظلمة لم تدركه"..
جاء النور إلى العالم،
وأحب الناس الظلمة أكثر من النور.. رفضوا المسيح، وطلبوا
بارباس.. كانت قلوبهم
مظلمة، ولم يدركوا أين خيرهم.. وإذ سعوا لقتل المسيح، إنما جنوا على أنفسهم لا
عليه.. وسار المسيح في طريق الجلجثة وفي طريق الصلب..


و بهذا وضع لنا المسيح
مبدأً
هامًا، وهو أن الألم أسمى من المجد العالمي، أو أن الألم هو طريق المجد
الحقيقى.. ولا مجد بدون ألم.. أو أن مجد الإنسان كامن في ألمه..



لهذا يحب المسيحيون آلام
المسيح، بل يحتفلون بآلامه.. وفي كل سنه لهم أسبوع اسمه
"أسبوع الآلام".. ولا يخجل من آلام المسيح بل يفتخر. ويرى أن
آلامه من أجلنا، هي علامة حب، وعلامة بذل، وعلامة زهد فيها رفض الأمجاد الزائلة
العالمية. بل أن اسم المجد هو اسم خاطئ يطلق عليها بغير وجه الحق..



صدق أمير الشعراء أحمد
شوقي حينما قال:


ومتعت بالألم العبقري
و انبغ ما في الحياة
الألم


إن كل من يسير في طريق
الله، عليه أن يتألم من أجله، ويجد لذة في ألمه.. وكل فضيلة بغير ألم، هي فضيلة
رخيصة خالية من البذل..


لذلك فكل إنسان في اليوم
الأخير، سيعطى حسابًا عن أعماله، ويثاب بمقدار ألمه من أجل الرب. وكما قال
الكتاب: كل واحد سينال أجرته بحسب تعبه".. إن كان الأمر هكذا، فيحق لنا أن
نسأل:


ما هو مقدار تعبك من
أجل الرب؟ وما هو مقدار بذلك وألمك؟


طبق هذه القاعدة في كل عمل من
أعمالك.. وإن وجدت عقبة أمامك في طريق الفضيلة، فابذل جهدك لكي تتخطاها. وإن
وجدت ألمًا في طريق الخير، فاحتمله بفرح ورضى. وإن وجدت عملًا صالحًا لابد أن
يقضى جهدًا وتعبًا، فلا تبال بالتعب، وكن قوى القلب..


واعلم أن الله الذي تحبه، لا
يمكن أن ينسى تعب
المحبة..
واذكر
سير الشهداء القديسين
الذين تألموا من أجل الرب، وكانوا فرحين في آلامهم، وكان الناس ينذهلون من قوة
احتمالهم.. ومهما كانت آلامك أنت، فإنها لا يمكن أن تقاس بآلامهم وعذاباتهم..
كذلك الأبطال وأصحاب
الرسالات، كلهم تعبوا من أجل أهدافهم السامية، وكافأهم
الله على أتعابهم، وكانت هي طريقهم إلى المجد..


إن الراحة لا تخلق
أبطالًا، والمتعة لا تخلق قديسين.. وما
أصدق قول الشاعر الحكيم الذي قال:


و إذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام


ونحن في هذه الحياة، علينا أن
نبذل كل طاقاتنا، ونضحي بكل راحتنا، من أجل الله وملكوته، ومن أجل المثل التي
نؤمن بها، واضعين أمامنا قول الكتاب: "إذن يا أخوتي الأحباء، كونوا راسخين غير
متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب"..



والآلام التي نحتملها من أجل
الله، يجب أن نتحملها برضى وبغير تذمر
لأن التذمر يضيع أجرها، وهو دليل
على أن القلب من الداخل غير متجاوب مع الألم الخارجي، وغير مقدم ذاته كذبيحة
مرضية لله. أن آباءنا القديسين كانوا يفرحون في الألم، ويفرحون بالألم.. إن
تلاميذ المسيح عندما جلدهم رؤساء اليهود، يقول الكتاب عنهم: "فخرجوا فرحين
لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه".. ويرى لنا التاريخ أن السجون
كانت تمتلئ بالتراتيل والتسابيح
والأغاني الروحية في القرن
المسيحي الأول من
أشخاص ينتظرون موتهم بين حين وآخر..


إن آلام الدهر الحاضر،
لا يمكن أن تقاس بالمجد العتيد الذي ينتظره المؤمن في
الأبدية..
أن الذي يتأمل في السماء
وأمجادها، وفي النعيم الأبدي، وفي
الملائكة والقديسين، وفيما أعده الله لقديسيه
في العالم الآخر، يهون عليه كل تعب يتعبه من أجل الله. ويهون عليه السهر الذي
يسهره للصلاة، والتعب الذي يحتمله في الصوم وفي العبادة، والجهد الذي يبذله من
أجل البعد عن خطية معينة، أو من أجل التخلص من عادة خاطئة..


واعلموا أن الألم المقدس ليس
هو علامة ضعف، بل هو دليل على قوة القلب من الداخل.. لم يقل أحد أن
الشهداء
مثلًا كانوا ضعفاء في موتهم وفي مقاساتهم، بل كانوا
أقوياء القلب
والإيمان..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mylordjesus.yoo7.com
♥J♥ يســـ الهي ــــوع ♥J♥
مشرفة قسم غذاء الروح
مشرفة قسم غذاء الروح
♥J♥ يســـ الهي ــــوع ♥J♥


الساعة الأن :
الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Fb3d4910
عدد المواضيع : 1098
عدد المسهمات : 26097
السٌّمعَة : 10
الموقع : هيكل عرش النعمة
sms : منتدايات يسوع بحر الحب بريق بلون التميز يسوع النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 12:50 pm

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 17892_555225271157927_1222241321_n

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 390188_505808779470208_1236456284_n

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 146930_1296565358


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saqersara@ymail.com
فرحة الحب
عضو جديد
عضو جديد
فرحة الحب


الساعة الأن :
عدد المواضيع : 29
عدد المسهمات : 26673
السٌّمعَة : 0
sms : منتدايات يسوع بحر الحب بريق بلون التميز اذا كان اللة معانا فمن علينا

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالإثنين ديسمبر 10, 2012 10:18 am

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 MFWt1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت يسوع جودى عاطف
مديرة الموقع
مديرة الموقع
بنت يسوع جودى عاطف


الوسام : كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 978663567
عدد المواضيع : 5233
عدد المسهمات : 44260
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 29/05/1984
العمر : 40
sms : منتدايات يسوع بحر الحب بريق بلون التميز اذا كان اللة معانا فمن علينا

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 12, 2012 11:56 am

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 VRAkby03020530
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور المحبة
عضو مبدع
عضو مبدع
نور المحبة


الساعة الأن :
عدد المواضيع : 207
عدد المسهمات : 27084
السٌّمعَة : 0
sms : منتدايات يسوع بحر الحب بريق بلون التميز اذا كان اللة معانا فمن علينا

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟   كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 12, 2012 11:12 pm

Thaaaaaaaaaaaaaaaanx maghod rao3aaaaaaaaaaaaa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» حصريا حمل كتاب الخدمة للبابا شنودة الثالث
» حصريا كتاب كيف نعامل الاطفال للبابا شنودة الثالث بحجم خيالى
» لاهوت وعقيدة للبابا شنودة الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدايات يسوع بحر الحب :: منتدى الأبـــــــــــاء :: قسم الاباء :: منتدى قداسة البابا شنودة الثالث معلم الأجيال ذهبى الفم لسان العطر :: كل أصدارات كتب البابا شنودة التالت ومقالاتة (هنا مكتبة البابا )-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» قصة حب عمرك ماتتخيلها انا وانت
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 26, 2017 1:42 pm من طرف nesma

» هبعتلك وردة
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 26, 2017 1:35 pm من طرف nesma

» البنت الجدعة
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 26, 2017 1:26 pm من طرف nesma

» كلمات من شفايف بنت مجروحة
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 26, 2017 1:17 pm من طرف nesma

»  أختبر نفسك هل أنت مريض نفسى ؟
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالإثنين يناير 23, 2017 3:13 pm من طرف nesma

» فى علم النفس... عندما ترى:
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالإثنين يناير 23, 2017 3:09 pm من طرف nesma

» كيف تتحدث مع الأخرين بثقة وبدون خجل ..... ؟؟؟؟؟
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالإثنين يناير 23, 2017 3:07 pm من طرف nesma

» ابحث عن شبيهك فى الحياه
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 17, 2017 11:54 pm من طرف nesma

»  الجنـــون .. جعل الحـبّ اعمــــى فهل فكرنا يوماً ما سبب هذه التسمية ؟
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 17, 2017 11:49 pm من طرف nesma

» الصفات التي لايحبها الشباب في زوجات المستقبل
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 17, 2017 11:47 pm من طرف nesma

» اوعى تفهم غلط
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 17, 2017 11:42 pm من طرف nesma

» ♥ إذاخسرت من تحب♥
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 17, 2017 11:40 pm من طرف nesma

» ♥ حبّـــك عــذّبني / خاطـــــــرة ♥
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يناير 17, 2017 11:36 pm من طرف nesma

» عمرك حسيت انك ميت
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:54 pm من طرف nesma

» قال شكسبير
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:48 pm من طرف nesma

»  صفات مواليد كل شهر
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:46 pm من طرف nesma

» █ أرجــــوكَ أنْ تنســــــى / خاطــــرة █
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:39 pm من طرف nesma

»  يارب دعوة من قلب حزين تبعتلى رسالة فى قلبى مع أتنين طيبين لقلب غالى راح منى وسط السنيين ويقولولة
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:32 pm من طرف nesma

» كيف أتكلم عنك حبيبي عماد
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:28 pm من طرف nesma

» خلينا اخوات
كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث 1- ما هو الخير؟ - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2016 7:23 pm من طرف nesma

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 13246 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو iqixcubub فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 49059 مساهمة في هذا المنتدى في 11379 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية
رجوع وظائف مسيحية التوبه الله قداسات البابا خوري المجيد فرنسيس بولس تهنئة رسائل ارميا بعيد رفقا الميلاد فيلم للعدرا
منتدايات يسوع بحر الحب
منتدايات يسوع بحر الحب
منتدى , دينى , مسيحى , ثقافى , تعليمى , ترافيهى
موقع دينى مسيحى أرثوذوكسى يحتوى على

,قسم قداسة البابا تواضروس الثاني البابا118 ,قسم البابا شنودة التالت رئيس المتوحـــدين ,قسم البابا كيرلس شفيع الطالبة والمساكين ,قسم الاب مكارى يونــان محارب الشيــطان , قسم زكــرايا بطـرس صــاحب الصوت الحر, عظـات وتأملات وكتــب الاب متــى المسكين , قسم بستان الرهبان واجمل أقـــوال الابـــاء , قسم ولادة الألة الــ أم ــنور العذراء مريم ,قسم سنــوات مع أسئلة النـــاس هــنــــــــا, كلــــــمات مضـــيئـة مـــــن العصر الحديث , سينـما المنـتدى 24 سـاعة أفلام أون لايــن,الأفلام المسيـحية الجديدة ,فيديوهات نهاية العالم وقرب مجئ رب المجد,فيديوهات ومرائيات مسيحية متميزة وحصرية,فيديوهات ومرائيات صلاة الأباء بالمــوسـيقى ,فيديوهات ومرائـيات حـوادث حقــيقة واقــعية,فيديوهات ومرائيات عامة ومـنواعة ومختلفة,ألأفلام الوثائقية والتسجلية العلمية والابحـاث ,أفلام الكرتون والأنمى الترفيهية لكل الاعمارلألحان والموسيقى الكنسية للأفلام والتـرانيم,ألبومات وشرائط الترانيم المسيحية الحصرية .الترانيم المسيحية الفرادية وترانــــيم الافــلام ,ترانيم أغابى وسى تى فى والقنوات المسيحية ,ترانيم مسيحية فيديو كليب اون لاين وللتحميل,اجمل كلمــات الترانيم المكتوبة بشــكل ممـــيزجمل ترانيم البوربوبنيت,ترانيم وموسيقى الاطفال ,التأملات الروحية ,الكـــتاب المقــدس ,مكتبة الكتب المسيحية , الأديرة والكنائس ,تعليم اللغة القبطية ,منتدى الخدمة والخدام ,صلاة الاجبية ,أجمل العظات المسيحية الحصرية , اجمل القداسات المسيحية المختلفة ,رسائل روحية رسائل من القلب ,ســــنكســـــار الكنــيسة القبطية ,سير الشهداء والقديسين,تعلم كيف تصلى ,قصص صوتية مسموعة,البوم المعجزات المسيحية,العقيدة المسيحية والشبهات,قسم الشهيدة هناء يسرى,الصور المسيحية والتصميمات الحصــرية,صور رب المجد يسوع المســيح المتميزة,صور وتصميمات ملكة النور الــ أم ـــنور,صور قداسة البابا شنودة التالت المختلفة,صور شفــــيع المـــلاييــن البابا كيـرلــس,صور قداسة البابا تواضروس الثاني البابا 118,صـور أيات مسيحية و صور أقوال الأباء,صور و منـاظـر طبـيعية ثابــتة ومتـحركـة,صورة ومعلومة زود معلوماتك ومهارتك ,غرائــــب وعجــائــب ونــــاوادرالصــــور ,الصــور العــــامة الثابــــتة والمتحــركــة ,موسوعة الصــور المرسومة بخــط الــيد ,أحاسيس ومشاعر الشباب حبر من دهب , تصميمات الاعضاء المتميزة ,قسم ثــــقافة وعــــــلوم وتـــــــــــــــاريخ ,المنتدايات العامة الترفيهية والثقافية,النصائح الزوجية خبرات من الحياة,قسم الطفل (تعلم كيف تربى طفلك ),أبنى بيتك بنفسك بفكرك على ذوقك ,عالم الموضة والازياء المودرن,أكلتك سر محبتك (أسرار الطبيخ ),ألعاب الاعضاء الترافيهية,ألعاب الكمبيوتر والجرافيك,قسم الموبيل واحدث الابتكارات,قسم الفكاهة والضحك والفرفشة,قسم عجائب وغرائب الطبيعة,المسابقات والتحديات والفوازير,نادى بحر الحب الترافيهى ,قسم حكمة فى قصة ( أجمل القصص المقروءة ),المسرح الكنسى (أسكتشات ونصوص مسرحية مختلفة ),قسم الرسم والالوان للأعضاء المواهبين,أجمل الاشعار المسيحية الكتابية,أجمل الاشعار الكتابية العامة,أشعار بحر الحب الخاصة,خبر عــــــاجــل,قسم الطب والعلوم والجديد فى عالم الطب,طــــرق علاج الأدمان والتخلص منة نهائيا ,قسم علم النفس والاستشارت النفسيية,قسم الاستشارات القانونية والقضائية,قسم الابحاث والرسائل العلمية,أعلانات المنتدى ( أعلن هنا عن اى حاجة مجانا ),أعلانات عن الوظائف الخالية يوميا,مكتبة برامج الكمبيوتر,مكتبة البرامج المسيحية,مكتبة برامج الحماية من الفيروسات,مكتبة برامج الحماية من الهكر,مكتبة برامج الفيس بــــوك وملحقاتة,مكتبة برامج الشات والمحادثة,مكتبة برامج تطوير المواقع,مكتبة برامج الفوتو شوب,مكتبة برامج السويتش ماكس,مكتبة برامج تصميمات الصور والجرافيك والفيديو,قسم اللة محبة والمشاكل الشبابية, قسم فى النور للمشاكل الزوجية , ترانيم الامل , مدرسة المسيح كنوز لاتفنى

مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدايات يسوع بحر الحب على موقع حفض الصفحات
feedburne

منتدايات يسوع بحر الحب

↑ Grab this Headline Animator

مواقع صديقة
PRchecker.info
عدد الزوار
كن من معجبينا في الفيس بوك ...