دبي - العربية.نت
في تطور واضح للموقف الأمريكي فيما يتعلق بالأزمة في مصر، قال
المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس إن الرسالة التي أبلغها الرئيس باراك
أوباما بكل وضوح للرئيس حسني مبارك هي ان الوقت قد حان للتغيير، وأوضح
غيبس أن بلاده تريد التغيير الآن وليس في سبتمبر/ أيلول القادم
وجاءت تصريحات البيت الأبيض جاءت بعد دعوة مايك مولن رئيس هيئة الاركان
المشتركة الاميركية الى استعادة الهدوء في مصر في اتصال هاتفي اجراه مع
نظيره، المصري الفريق سامي عنان.
وعبر مولن لعنان عن ثقته في قدرة الجيش المصري على توفير الامن الداخلي
للبلاد وفي منطقة قناة السويس. في السياق ذاته اشار مسؤول اميركي كبير الى
امكانية ان تقنع اشتباكات اليوم الجيش المصري بالضغط على مبارك ببذل المزيد
لتلبية مطالب المحتجين.
وكانت وزارة الخارجية المصرية رفضت طلباً أمريكياً وأوروبياً بالشروع في مرحلة انتقال فوري للسلطة.
وكانت العواصم الغربية اعتبرت أنه يتوجب على الرئيس مبارك أن يشرع على
الفور في وضع آلية فعلية لانتقال السلطة بدلاً من الاكتفاء بترك الحكم في
سبتمبر/ أيلول المقبل.
وكما حصل قبل تسعة أيام مع بدء حركة الاحتجاج الشعبية للمطالبة برحيل
الرئيس مبارك، واشنطن هي التي أعطت الإيقاع بموقفها إزاء ما يجري في هذا
البلد الاستراتيجي في الشرق الأوسط، الذي قد ينتقل إلى نظام آخر تحت ضغط
الشارع في سياق ما حصل في تونس.
ومساء الثلاثاء وبعد أن تظاهر أكثر من مليون مصري مطالبين برحيله، أعلن
الرئيس مبارك الذي يبلغ من العمر 82 عاماً، أمضى منها 29 عاماً في حكم مصر،
في خطاب متلفز، أنه باق في منصبه حتى انتهاء ولايته، لكنه لن يترشح إلى
الانتخابات الرئاسية القادمة.
وردت الولايات المتحدة على الفور بأن ذلك غير كاف، علماً أن مصر تشكل بالنسبة لها عاملاً أساسياً لسياستها في الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما "ما هو واضح وقد بلغته هذا المساء
للرئيس مبارك أنني أعتقد أن عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي أن تكون ذات
معنى، وأن تتم في شكل سلمي وأن تبدأ الآن". لكن أوباما لم يذهب إلى حد دعوة
مبارك للاستقالة على الفور.
الاتحاد الأوروبي يدعو لتغيير سريع وبعد واشنطن،
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين
آشتون الرئيس المصري إلى التحرك "بأسرع وقت ممكن" لتحقيق الانتقال السياسي"
الذي يطالب به المتظاهرون. كما دعت لندن ومدريد بشكل أوضح إلى تشكيل
"حكومة انتقالية".
وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان على "ضرورة أن تكون
المرحلة الانتقالية سريعة"، وأن "تتسم بالمصداقية وتبدأ الآن". فيما أكدت
الخارجية البريطانية أنها كانت "واضحة في المجالس الخاصة" مع الرئيس مبارك
بشأن "ضرورة الانتقال إلى حكومة أوسع تحدث تغييراً حقيقياً ومرئياً
وشاملاً".
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث لتلفزيون أنتينا 3 "يجب
أن يكون هناك حكومة، يمكن أن تكون (حكومة) وحدة وطنية.. تقود هذه العملية
حتى الدعوة إلى انتخابات عامة".
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعرض لانتقادات كثيرة في فرنسا
لدعمه نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في وجه غضب الشارع،
فأيد بدوره فكرة رحيل هادئ لنظيره المصري الذي غالباً ما أشاد بـ"حكمته"
في الماضي.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ساركوزي "يكرر تمنيه في أن تبدأ بلا
إبطاء عملية انتقالية واضحة". وتحدثت برلين وستوكهولم عن المراحل الأخرى
الضرورية لتغيير النظام.
وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركيل إن ألمانيا "تدفع
باتجاه مرحلة انتقالية سريعة نحو عصر جديد من الديموقراطية". وقال وزير
الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي "علينا الآن أن نرى أي دور يريد ويستطيع
أن يلعب" الرئيس المصري.
واعتبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت من جهته "أن عهد مبارك في السياسة
المصرية قد ولى"، داعياً إلى التركيز على "المهمة الفاصلة التي ستتمثل في
تنظيم انتخابات حرة ونزيهة لاختيار الرئيس المقبل لمصر".
وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إنه على الرغم من الطابع الاستبدادي لنظامه،
فقد حظي الرئيس حسني مبارك على الدوام حتى الآن بدعم العواصم الغربية
لالتزامه باتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل في 1979 ومكافحته الإسلاميين.
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يجسد التيار الإسلامي السياسي المعتدل أن الخيار الوحيد هو رحيل الرئيس.
وقال أردوغان للصحافيين الأتراك خلال زيارة الى قرغيزستان في تصريحات
نقلتها قناة "إن تي في"، ان "الشعب (المصري) ينتظر قراراً مغايراً تماماً
من مبارك".
ودعت إسرائيل بعد ظهر أمس الثلاثاء المجتمع الدولي إلى "مطالبة" أي حكومة مصرية باحترام اتفاقية السلام مع الدولة العبرية.