لا تطرح ثقتك
7 اسلب العدو
وقت الانتظار هو وقت المعارك المنتصرة على مملكة إبليس.. سيُحاربنا العدو لكي نثق أنه لن يقدر علينا.. لنثق أن المعارك ستُزيدنا مجداً وقوة، وستزيد مملكة إبليس تخبطاً وإنهياراً..
انتظر داود تحقيق وعد الله له بأن يصير ملكاً، وذكر الوحي عن فترة الانتظار "وكانت الحرب طويلة بين بيت شاول [قوى الظلمة] وبيت داود وكان داود يذهب يتقوى وبيت شاول يذهب يضعف" (2صم3: 1)..
أشكرك أبي السماوي، باسم ابنك يسوع لأن هذا سيحدث معي، ومع كل من ينتظر وعودك واثقاً فيك..
ستزداد قوة.. وسيضعف العدو..
معارك منتصرة
إبليس هو أشر سارق (يو10:10)..
سيُحاول أن ينتهز وقت إنتظارك للوعد ليسرق منك أثمن ما تمتلك.. سلامك وطمأنينتك وثقتك في إلهك..
سيبذل إبليس كل جهد لكي يُصيبك بالخوف والقلق، وسيُحاول جاهداً أن يملأ ذهنك بأفكار تتهم الرب بأنه لا يُبالي بك وأنه غير صادق في وعوده..
وسيجتهد أن يُحرك الأحداث في إتجاه يوحي بأن فرص تحقيق الوعد تتضاءل مع الوقت.. وربما ينجح في إستخدام المُحيطين بك ليتحدثوا بكلمات تُزيد عليك حروب الشك..
كم يُبغضك العدو، وكم يريد أن يحرمك من السلام!!
وماذا يفعل له الرب؟
في بعض الأوقات يمنعه، وأحياناً أُخرى يسمح له.. وقد تكون المعارك شديدة وشرسة!!
أيها القارئ، اطمئن، لن يسمح الرب أبداً لهجمات العدو أن تدمرك.. مُطلقاً لن يسمح له أن يُحاربك فوق طاقتك.. "لكن الله أمين الذي لايدعكم تجربون فوق ما تسطيعون" (1كو10: 13)..
آه، كم هو مُعزي جداً أن نعرف أن أمورنا في يد من يُحبنا بلا حدود.. وأن كل شئ يحدث معنا محسوب بدقته البالغة ليكون في النهاية لمنفعتنا.. ما أعظم هذه الحقيقة: "كل الأشياء [بما فيها هجمات ابليس] تعمل معاً للخير للذين يُحبون الله" (رو8: 28)..
كم هو مُعزي جداً أن ندرك أن "القتال إنما من الله" (أخ5: 22)، وأن "الحرب للرب" (1صم17: 47)..
أعطى الرب موسى وعداً أنه سيُحرر الشعب، وسيُخرجه من مصر أرض العبودية والمذله، وانتظر موسى وقت تحقيق الوعد.. وكان وقتاً للحرب..
حاربه فرعون الذي يُمثل إبليس حروباً شرسة، استخدم فيها وسائله المتنوعة، الدهاء والمكر (خر10: 11، 24) والتهديد والعنف (خر5: 6- 11).. حاول أن يُصيب موسى بنفاذ الصبر ليدفعه أن يتصرف بعيداً عن خطة الرب..
وترك الرب فرعون يتحرك وراء الشعب بكل مركباته، لكن هل لينتصر؟ هل ليجعل موسى يُخطئ؟.. على العكس تماماً، لكي تكون الفرصة ليُغرق فرعون وكل قواته في أعماق البحر..
أيها الحبيب، إذا سمح الرب للعدو أن يُحاربك في فترة انتظارك للوعد، فالهدف ليس إضعافك أنت بل إضعاف العدو، وسحقه تحت قدميك..
با له من وعد!! "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً" (رو16: 20)..
يا له من وعد!! المعارك مع العدو هي لإنهاكه، لإضعاف مملكته، لسحقه.. وأيضاً لسلب أمتعته.. ليتحول مجهوده لمنفعتنا.. هللويا.. هللويا..
مجهود العدو لنا
هكذا فَهِمَ رجل الإيمان كالب بن يفنه فقال عن معاركه مع بني عناق: "لأنهم خُبزنا" (عد14: 9)، أي أنه بحربه معهم سيتغذى وسيتقوى (انظر مزمور74: 14)..
لنثق أننا في حروبنا مع العدو سنختبر ما حدث مع أسباط رأوبين وجاد ومنسى في قتالهم مع الهاجريين... لقد "سكنوا مكانهم" (1أخ5: 22)..
لقد سكنوا مكان الأعداء.. هذا ما سيحدث معك، الأمور التي فعلها العدو ستصير لخيرك، ولازديادك في البركة.. سيخسر العدو أرضه وستكسبها أنت.. أي مجد هذا!!
كيف نحارب؟
أمران هامان جداً للانتصار:
تحدث إلى نفسك بكلمات الإيمان..
رد العدو بسيف الروح..
تحدث إلى نفسك
حينما تشتد عليك المعارك تحدث أكثر إلى نفسك عن أمانة الرب، ذكرها بكل ما فعله معك من قبل.. هذا يُقوي إيمانك، ويجعلك أكثر قدرة على الصمود أمام هجمات العدو..
انظر إلى داود.. ماذا فعل حينما هجم عليه إبليس بهجمة شرسة مُستغلاً ثورة أبشالوم العنيفة؟.. لقد تحدث إلى نفسه بكلمات تبني إيمانه وتقضي على أي أفكار شك حاول العدو أن يجعلها تستقر في ذهنه.. اسمعه معي وهو يتحدث إلى نفسه قائلاً:
"إنما لله انتظري يا نفسي..
إنما هو صخرتي وخلاصي ملجأي فلا أتزعزع..
على الله خلاصي ومجدي صخرة قوتي محتماي في الله" (مز62: 5-7)
تأمل كم يمتلئ حديثه إلى نفسه بكلمات الثقة في أمانة الرب، وفي تدخله المؤكد.. انظر كيف يتحول لنفسه "فلا أتزعزع".. انظر كيف يتحدث إلى نفسه عن المجد وهو في قلب الخطر!!
أيها القارئ، سيُحاول العدو أن يجعلك تركز على العيان.. لا تطعه أبداً.. إن نظرت إلى الظروف مرة، انظر إلى الوعود ألف مرة.. تحدث بها إلى نفسك.. تأملها بعمق، ستزيد من طمأنينتك ومن ثباتك في القتال..
رد العدو بسيف الروح
في الإصحاح السادس من الرسالة إلى أفسس يُحدثنا الرسول بولس عن هذا الجزء الهام من السلاح الذي نستخدمه مع العدو..
"خذوا سيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف6: 17)
إنه السيف.. إنه الكلمة..
وهو سيف ذو حدين (عب4: 12).. سيف يطعن في كل اتجاه..
وكلمة سيف هي ترجمة للكلمة اليونانية máchaira "ɑǫɩaγάμ" ومعناها سيف قصير أو خنجر(39)..
لماذا السيف صغير الطول؟.. إنه يُستخدم للإلتحام المباشر مع العدو عن قرب.. الروح القدس يُشجعنا ألا نخاف من إبليس، فهو أضعف منا.. الروح القدس يُشجعنا أن نقترب منه بشجاعة وأن نتعامل معه بخنجر الروح.. أن نطعنه طعنات خارقة بالغة الأذى، ونفعل مثل إهود رجل الله في القديم..
استخدم سيفاً قصيراً وطعن به عجلون الملك الذي كان سميناً جداً.. لقد غرس سيفه في شحم بطن هذا الملك الشرير (قض3: 15-22)..
يا له من رمز!! الشحم يتحدث عن طاقة إبليس.. الرب يريدك أن تستخدم الكلمة خنجر الروح لكي تهدر به طاقة العدو، وتجعلها كلا شئ..
هل يهاجمك العدو بأفكار تشكك في الوعود؟ هل يُحاول أن يوهمك بأنك تتبع السراب؟.. هيا أعلن له الكلمة، اعلن له الوعد.. أنت تطعنه بخنجر الروح وفي كل اتجاه.. أنت تؤذيه أشد الأذى..
هل يُحاول أن يضع في ذهنك أي فكرة تُشكك تحقيق وعود الكلمة؟.. اصرخ فيه مُردداً آية مناسبة أو أكثر مٌضاده لما يقوله لك، وافعل مثل الرب يسوع.. اسمعه الآية مسبوقة بهذه الكلمة العظيمة التي يعرف سلطانها عليه جيداً.. إنها كلمة "مكتوب" (مت4: 4،6،10)..
وقد يُعاود العدو الهجوم، فهذه طبيعته..
اثبت.. اثبت في المعركة، وبنفس السلاح.. خنجر الروح..
دعه يسمع منك الكلمة.. إنها تطعنه.. هذه فرصة جديدة لإضعافه وإهدار طاقته..
تشدد وتشجع.. ها هو الروح القدس يُشجعك بهذه الكلمات الذهبية المُسجلة لنا في سفر الرؤيا: "وهم [أي المؤمنون] غلبوه [إبليس] بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (رؤ12: 11) لماذا، كلمة شهادتهم وليس كلمات شهادتهم.. الكلمة بالمفرد تعني كلمة الله.. هللويا، لن نغلب العدو بكلماتنا الخاصة، بل بالكلمة.. بالآيات التي تسبقها بكلمة "مكتوب"..
اشهد أمام إبليس بالكلمة، بالوعود التي تنقض أكاذيبه..بكل تأكيد ستغلبه، وستُصيبه بالأذى..
ارفع صوتك الآن وقُل: أنا غالب إبليس بدم يسوع..أنا غالب إبليس بالوعد الذي أعطاه لي الرب.. أنا غالب في المسيح يسوع..
ولا تنس هذه الحقيقة الهامة أن كلمة الله هي سيف [خنجر] الروح القدس، فعندما ترد على قوات الظلمة بآية تنطقها بفمك فأنت تُعطي للروح خنجره لكي يطعنها به..
الروح القدس سيمسح كل آية تنطق بها لمهاجمة العدو.. سيمسحها بمسحة قوة تؤذيه جداً..
وهكذا، فباستمرار المعارك سيزداد العدو في العجز.. هللويا، ستزداد أنت في القوة بسبب شركة الروح القدس معك في القتال..
قصة
شخص يحيا مع الرب، عانى لسنوات من علاقتة مع زوجته.. صلى باهتمام من أجل هذا الأمر.. أعطاه الرب وعداً من كلمته بأنها ستصير له "معينة" (تك2: 18) و"ينبوعاً مباركاً" (أم5: 18) و"كرمة مثمرة" (مز128: 3)..
بدأ يقضي وقتاً منتظماً مع الرب، يترك نفسه لنوره ليُظهر له أخطاءه.. أصر أن يُزيل من جهته أي عائق أمام تحقيق الوعد..
في نور الرب اعترف بخطايا الإدانه والاحتداد ونقص اهتمامه بزوجته..
إلا أن المشاكل لم تتوقف، بل زادت وبصورة مزعجة..
فَهِمَ أنه هجوم من العدو، يُريد أن يُفقده الأمل..
دَخَلَ المعركة..
استخدم خنجر الروح..
كلما حدث شئ مزعج مع زوحته انتهر العدو وقاومه شاهداً أمامه بكلمات الكتاب التي وعده بها الرب..
بدأ إيمانه يرتفع تدريجياً، وشيئاً فشيئاً أخذت قوة العدو تجاهه في التضاؤل..
وتحقق الوعد.. فالإيمان لا ينهزم.. صارت علاقته مع زوجته بحسب قصد الله.. أُسرة تحيا الوحدة والحب وتتمتع بالبركة..
أشكرك أبي السماوي، من أجل سيف الروح، كلمتك الحية الفعالة..
لأن به لنا الانتصار، ولإبليس الهزيمة.. به لنا المجد والارتفاع، ولعدونا الخزي والهوان..
أشكرك لأن وعودك ستتحقق، ولأننا سنزداد في القوة..
فالدم الثمين يحمينا..
وروحك القدوس يعمل فينا..
نشكرك لأننا في المسيح أعظم من منتصرين..
الهجمات غير العادية
في وقت انتظار الوعود، قد يسمح الرب بأن تتعرض إلى هجمات شرسة من العدو، غير عادية في الكم أو الكيف.. فقد تكون غير متوقعة أو مُكثفة أو مُتتابعة ُمتلاحقة.. ولكن عادة لا تستمر هذه الهجمات طوال وقت الانتظار بل فترات محدودة منه فقط..
وللرب قصد من اجتيازنا في هذه المعارك، وهو يُحبنا ولن يسمح لنا أن ندخل في قتال ليس لمنفعتنا..
لنثق كل الثقة في أمانته وصلاحه.. لنثق أنه سيُحول كل مجهود إبليس ليصير لفائدتنا..
سنسلب العدو.. وسيتحول مجهوده لفائدتنا..
قد تأتي من أبواب غير متوقعة.. أشخاص أو أماكن أو مناسبات لا يخطر على ذهنك أن يستخدمها العدو..
هذا ما حدث مع آسا.. لقد فاجأه جيش قوامه مليون جندي قَدُمَ عليه من مكان غير متوقع، من الحبشة في أقصى الجنوب (2أي14)..
وقد تأتي الهجمات بطريقة مُكثفة عبر أحداث متنوعة أو من خلال شخصيات مختلفة، تجتمع معاً في وقت واحد..
هذا ما جرى مع يهوشافاط إذ هاجمته ثلاثة جيوش قوية في آن واحد..
وقد تأتي متلاحقة.. نهاراً وليلاً، ولا تُعطيك فرصة للراحة..
هذا ما تعرض له بولس الرسول وهو في مدينة أفسس.. قام عليه أعداؤه كالوحوش يريدون قتله، ظلوا يُهددونه أياماً متتالية (1كو15: 30) لكي يضعف أمله في الحياة.. يصف لنا بنفسه هذه الحرب قائلاً: "أننا تثقلنا جداً فوق الطاقة" (2كو1: 8)..
الهدف
في حبه العجيب وحكمته الفائقة يسمح الرب لك أن تدخل هذه المعارك لهدف سام جداً وهو أن تتعلم عملياً أنك لا شئ في ذاتك.. وأن النصرة هي بكاملها منه..
أمام الهجوم غير المتوقع عرف آسا حقيقة نفسه أنه بلا قوة في ذاته.. تأمل معي صلاته: "أيها الرب ليس فرقاً عندك أن تساعد الكثيرين [في العدد] ومن ليس لهم قوة [أي مثلي]" (2أي14: 11)
ويهوشافاط أدرك أمام الهجوم المكثف أنه إناء خزفي ضعيف جداً في ذاته.. لقد صلى هو أيضاً قائلاً: "ليس فينا قوة.. ونحن لا نعلم ماذا نعمل" (2أي20: 12)
وبولس أمام الهجوم المتواصل في أفسس عبر عن تخليه عن ذاته فقال: "كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات" (2كو1:9)
أيها الحبيب، إذا سمح لك الرب أن تواجه هذه الهجمات غير العادية فهذا لكي يعلمك الكثير عن ضعفك الذاتي، فتفهم اختبارياً حاجتك إلى النعمة، وتتعلم أن تكتفي بها..
هي هجمات قد تكون متوقعة أو مكثفة أو متتالية.. نعم، ولكنها في قصد الرب أمواج تُلقيك عليه، صخر الدهور.. لتفقد اعتمادك على ذاتك تماماً ولتعتمد عليه بالكامل..
ها هو آسا بعد أن أدرك ضعفه نسمعه يقول للرب: "باسمك قدمنا على هذا الجيش [المليون] أيها الرب أنت إلهنا.. لا يقو عليك إنسان" (2أي14: 11)..
ويهوشافاط مثله ينادي الرب قائلاً: "نحوك أعيننا" ثم يوجه نداءه إلى جيشه "آمنوا بالرب إلهكم فتأمنوا" (2أي20: 12،20)..
وبولس في ضعفه اتجه للاتكال على النعمة الغنية.. على الإله الذي يصنع المعجزات.. "كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم من الأموات" (2كو1: 9).. وكم كان رائعاً وهو يعتمد على النعمة الغنية أن يدرك قيمة صلوات المؤمنين من أجله.. فقد كتب لهم بعد انتصاره قائلاً: "وأنتم أيضاً [كنتم] مساعدون بالصلاة" (2كو1: 11)..
الرب يعطي انتصارات مجيدة
هل أعطاك الرب وعداً من كلمته يتعلق بظروفك الحالية؟.. هل أنت في فترة انتظار، وترى إبليس يحاربك بضراوة؟.. هل ترى أن ما حولك يتحرك في اتجاه إصابتك بالإحباط واليأس؟.. هل تشعر بالألم ؟.. هذه هي الحرب الشرسة التي أحدثك عنها.. إنها أولاً لتدرك عمليا كم أنت ضعيف إلى أقصى حد في ذاتك.. ولتدرك ثانياً أن قوتك هي في اعتمادك المطلق على أمانة الرب وعلى نعمته..
أيها الحبيب، لا يضعف قلبك فالرب معك.. انظر الرسول بطرس يطمئننا قائلاً: "إله كل نعمة.. بعد ما تألمتم يسيراً [لمدة قصيرة] هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم" (1بط5: 10)..
لنقل بإيمان: الرب يكملني، الرب يثبتني، الرب يقويني، الرب يمكنني..
ولنستمر في القتال مع العدو..لنستمر في إنتهاره باسم يسوع، وبإعلان الوعود له مرة ومرات.. سيضعف أمامك، وستنتصر.. وسيكون انتصارك عظيماً، فالانتصارات العظيمة هي دائما نتيجة للمعارك العظيمة..
ستسلب العدو، وسيتحول إلى خيرك كل الجهد الذي بذله لتدميرك..
انظر إلى آسا مرة أخرى.. لقد هزم هذا الجيش المليون، وماذا كانت النتيجة؟.. "حملوا [آسا وجنوده] غنيمة كثيرة جداً وساقوا غنماً كثيراً وجمالاً" (2أي14: 13،15).. لقد تحولت ثروة الأعداء إليهم..
وماذا عن يهوشافاط؟.. لقد حسم الرب معاركه مع الجيوش الثلاثة لصالحة، وربح الشعب "أمتعه ثمينه بكثرة.. أخذوها لأنفسهم حتى لم يقدروا أن يحملوها، (2أي20: 25).. لقد آل هجوم العدو إلى اغتنائهم..
نعم هجمات العدو الشرسة ستجعلك غنياً في الإيمان، غنياً في البركات..
وبولس الرسول خرج من هذه الحرب حاملاً قوة مضاعفة للكرازة.. اسمعه معي وهو يسبح الله قائلاً: "مبارك الله أبو الرأفة وإله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع أن نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله" (2كو1:3، 4)
لقد آل هجوم العدو إلى تقوية بولس أكثر وأكثر، وزاد من التعزيات التي يقدم منها للمتضايقين..
أيها الحبيب،
بإمكانك أن تحول فترات الحرب الشديدة إلى أوقات ثمينة لانتظار تحقيق الوعود..
انشغل بالرب..
حول عينيك وبإصرار عن العيان الذي يأتي بالخوف والقلق..
حول نظرك لتثبته على الملك.. على الرب يسوع..
اُنظر إليه هو "رئيس [مصدر] الإيمان ومكمله" (عب12: 2)..
اُنظر إليه.. ركز النظر فيه..
لن يجعلك تخزى.. سيكمل إيمانك..
لا تنس أنه "مؤتى الأغاني [التسبيح] في الليل" (أي35: 10)..
سيعطيك القدرة أن تسبح في الأوقات العصيبة..
سيعطيك التسبيح الذي يزلزل مملكة إبليس..
وستحقق الوعود..
وستسلب العدو..
وكل ما فعله ضدك سيتحول لخيرك ومنفعتك..
وستتعلم في الحرب دروساً جديدة لفائدتك ولفائدة من تخدمهم..
ستزداد قوتك وسيرتفع إيمانك..
الرب يحبك، سيقودك لترى الوعود محققة سائراً بك من مجد إلى مجد..
القس دانيال